تمسّك الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، المحسوب على التيار الأصولي المتشدد، بعبارة مفادها أن «إيران تعطي الأولوية لعلاقتها مع دول الجوار». ويبدو أن الأمر يتجاوز الرئيس، فقد استخدم المرشد الأعلى علي خامنئي العبارة نفسها، في أول لقاء له مع حكومة رئيسي.

ورغم سقطاته الدبلوماسية في مؤتمر بغداد الأخير، ردد وزير خارجية إيران الجديد أمير عبداللهيان العبارة نفسها، خلال اللقاء الذي شاركت فيه دول جوار العراق إضافة إلى فرنسا.

Ad

وكان يُفهم على نطاق واسع من هذه العبارة التوتر الإيراني مع جوارها الإقليمي العربي على الضفة المقابلة في الخليج، خصوصاً في ظل الخلافات بينها وبين السعودية.

وفي حين ترتفع حظوظ فرص التهدئة بين طهران والسعودية، مع المعلومات عن قرب جولة رابعة من الحوار بين البلدين، يبدو أن العلاقات بين طهران وجوارها غير العربي تشهد توتراً.

وبدا أمس أن إيران تتخلى عن حذرها تجاه انتقاد حركة طالبان المسيطرة على أفغانستان، التي تشترك معها في حدود تمتد أكثر من 900 كيلومتر.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي أمس، الحكومة الأفغانية المؤقتة التي أعلنتها «طالبان» بأنها «حكومة أقلية»، مضيفاً أنه «لا يمكن لها أن تنجح، فوحدها الحكومة التي تشمل الأطراف الأفغانية كافة تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار».

وشدّد زاده على أن طهران ترفض التدخل الأجنبي في أفغانستان، «وعلى كل الدول الإقليمية، وخارج هذه المنطقة، أن تحترم هذه النقطة»، غامزاً من قناة باكستان.

وتصاعدت التلميحات الإيرانية ضد باكستان، خصوصاً بعد سيطرة «طالبان» على ولاية بنجشير معقل الأقلية الطاجكية، التي تنحدر من الفرس، وقلعة القائد الراحل أحمد شاه مسعود، الذي ربطته بطهران علاقة خاصة.

على المقلب الآخر من الحدود، انتقد خطيب زاده، أمس، المناورة العسكرية المشتركة في بحر قزوين بين تركيا وأذربيجان، التي جرت الأسبوع الماضي، وقال إن الاتفاقيات بين الدول الخمس المطلة على البحر تنص على عدم شرعية أي وجود عسكري من أي كان على ضفته، مؤكداً أن بلاده تتابع القضية.

جاء ذلك بينما بدأت القوات الخاصة لتركيا وأذربيجان وباكستان، أمس، مناورات عسكرية مشتركة حملت اسم «الأشقاء الثلاثة 2021» وستستمر حتى 20 الجاري.