في الصميم: لنغلق باب التشاؤم... ولكن كيف؟
كيف يتوقف التشاؤم، والجميع يرى ويعلم أن كثيراً من كبار القوم الآن والمسؤولين ومن بيدهم مفاتيح كثيرة هم من يتحكمون في كثير من الأمور، وهذه ليست مبالغة ولا من وحي الخيال ولا التهويل، إنها حقيقة معيشة، فسلطتهم تتعدى في أحيان كثيرة حتى سلطة الوزراء؟
أرسل صديق فاضل رسالة نصية كتبها له أخ لست في حل لذكر اسمه، الأخ العزيز هو أحد خبراء القطاع النفطي، وله باع طويل ومعرفة لا يستهان بها بكارثة التفريط في صفقة "الداو" المهمة للكويت، والتي قد يكون وراءها مستفيدون من إلغائها، فقد كانت حقيقة فرصة علمية وتنموية واستراتيجية ضيعوها على الكويت لن تستطيع تعويضها.الرسالة تبدأ بجملة كلها تفاؤل، سأتصرف في بعضها إن لم يعترض عليّ أخي "بوبدر"، قال فيها: "صباح الخير سنغلق باب التشاؤم، وسنفتح باب الأمل، ولننتظر لنرى حتى بداية السنة الجديدة إنجازات الحكومة في الملفات التالية: إصلاح التعليم، التنمية المستدامة، الفساد الإداري والمالي، إيقاف التعيينات البراشوتية، التركيبة السكانية، الجنسيات المزورة والمزدوجة، تجارة الإقامات، فهذه في رأيي، كما قال، هي بعض الأمور التي تحتاج إلى العزم والحسم والحزم، فلتتعلموا الدروس من الإخوة في المملكة العربية السعودية، لنرى إرادتكم"، وذلك ليس عيبا، فقد استفاد الأشقاء من تجارب الكويت السابقة حينما كانت تعيش عصر التنوير والتنمية والانفتاح، ومن المستحق أن نستفيد من تجاربهم الناجحة.الرسالة تنشد وتدعو الى التفاؤل، ولكنها في حقيقتها تشاؤمية بالكامل ما لم يتم الاستجابة لتمنياتها، ومن يلومه ومن يلوم المتشائمين، ومن يلوم كل من يحترق قلبه على الكويت من الحنق والحزن والألم؟ فسرّاق المال العام الكبار لا يزالون يسرحون ويمرحون داخل البلد وخارجه، أما من حامت حولهم الشبهات فقد فتحت لهم أبواب الهروب بطريقة أو بأخرى ليخرجوا بجمالهم بما حملت من ثروات البلد، وقبيضة مجلس الأمة ومسؤولون كل منهم لا يزال في موقعه متمتعا بما جناه وربحه وقبضه من دون أن تمس شعرة من رأسه، نواب وموظفون دخلوا معترك الحياة العملية وهم على "الحديدة" وبعضهم لا يملك حتى شروى نقير، وخرجوا وقد امتلأت جيوبهم وانتفخت أوداجهم وثقلت أوزانهم، وتملكوا عقارات ومزارع لا يزالون يتمرغون في جنباتها من السعادة والاطمئنان.
فكيف يغلق باب التشاؤم والكويت جامدة متأخرة عن الركب الخليجي والعالمي تنمية وعلما وانفتاحا، تعيش، منذ فترة طويلة، وتعاني صراعات داخلية على المال والسلطة، وحكومة قيدت نفسها بالتزامات مع قوى سياسية ونواب لن تشبعهم حتى أموال قارون. كيف يتوقف التشاؤم، والجميع يرى ويعلم أن كثيراً من كبار القوم الآن والمسؤولين ومن بيدهم مفاتيح كثيرة هم من يتحكمون في كثير من الأمور، وهذه ليست مبالغة ولا من وحي الخيال ولا التهويل، إنها حقيقة معيشة، فسلطتهم تتعدى في أحيان كثيرة حتى سلطة الوزراء؟ولكن لنأمل أن العهد الجديد هو الذي سينتشل الكويت من كبواتها وعثراتها، فهذا وعدوا به، وهم بحول من الله سيغلقون باب التشاؤم.