ما خسرته أميركا وما خسره العالم
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
في الجوانب المادية، قدمت جهتان بحثيتان تقريرين مثيرين عن التكاليف الحقيقية للحرب على الإرهاب، وهي تكاليف كان يتم تمويلها من العجز المتضخم سنة عن سنة. كان ذلك هو النموذج الاقتصادي الذي قام به الساسة الأميركان في تمويل هذه التكاليف المفزعة. ويقدر معهد دراسة السياسات، بتقرير عنوانه "انعدام الأمن: تكاليف العسكرة منذ 11 سبتمبر"، بأن أميركا أنفقت ما يزيد على 21 تريليون دولار على عسكرة الداخل والخارج، منها 16 تريليوناً، أي ما يعادل كل الناتج المحلي الإجمالي الأميركي، ذهبت للإنفاق العسكري، ويشمل البنتاغون، ومكافآت التقاعد، والبرامج النووية والدعم العسكري الخارجي، والاستخبارات. كما ذهبت 3 تريليونات لبرامج المحاربين، و949 ملياراً لجهاز الأمن الداخلي، و732 ملياراً لأجهزة إنفاذ القوانين الفدرالية، ويُجري التقرير مقارنة لما كانت تلك الأموال قد تم إنفاقها على التنمية الداخلية، إذ كانت 4.5 تريليونات للكهرباء، و2.3 تريليون تخلق 5 ملايين وظيفة، بواقع 15 دولاراً للساعة مع مكافآت معيشة مدة 10 سنوات قادمة، و1.7 تريليون تسدد ديون الطلبة كافة. و449 ملياراً تدعم ضريبة الأطفال لـ 10 سنوات قادمة، و200 مليار تضمن التعليم قبل الابتدائي لعشر سنوات قادمة مع رفع رواتب المدرسين، كما تكفي 25 ملياراً لتوفير لقاحات "كوفيد" لسكان الدول الفقيرة. وينتقد التقرير بالإضافة إلى باحثين آخرين، ضياع الأولوية الأمنية، وأن الأموال المخصصة زعماً للأمن قد تم تخصيصها في المكان الخطأ.إلا أن الخسائر المادية ليست كل الحكاية، فهناك حالة انعدام الوزن التي سادت العالم ومازالت تسوده، والتي كانت من النتائج العكسية لما سُمي الحرب الكونية على الإرهاب، وهو ما سنتطرق له لاحقاً.