حركة طالبان تبدأ تشكيل جيش وتتعهّد بسحق أي تمرد
• لافروف: موسكو لم تفرض أي شروط على الحركة
• رحلات جوية بين طهران وكابول
في خطوة ستساعدها على تثبيت حكمها، وفي الوقت نفسه استقطاب الكثير من الشباب الأفغان، أعلنت حركة طالبان أنها شرعت في إنشاء جيش نظامي قوي، متعهدة بمحاربة الجماعات المتمردة، في رسالة قد تكون موجهة إلى معارضيها مثل أحمد مسعود، وإلى الجماعات المتشددة مثل «داعش» أو غيره.
بعد أيام من التشكيلة الحكومية المؤقتة لأفغانستان، عقب سيطرة الحركة المتطرّفة الكاملة على البلاد، تعهّد رئيس أركان جيش "طالبان" الجديد، قاري فصيح الدين مخدوم، بسحق المنشقين الذين يزعزعون استقرار البلاد، مؤكّداً أن المشاورات جارية لإنشاء جيش قوي.وخلال حديثه في لقاء عُقد في كابول، أمس، بعد مراسم تسلّم مهام منصبه، قال فصيح الدين، المعروف باسم "فاتح الشمال"، إن المشاورات جارية لإنشاء جيش قوي ومنظّم في المستقبل القريب يكون قادرا على الدفاع عن البلاد من أي أخطار أو تهديد، محذرا من أنه سيتم القضاء على كل الجماعات المتمردة والمقاومة في البلاد.وأضاف: "لا يجوز لأحد أن يزعزع أمن أفغانستان واستقرارها، ولن يسمح لأي شخص بزعزعة الأمن العام بحجة المقاومة والعرق والدفاع عن 20 عاما من الإنجازات والديمقراطية ويغرق البلاد في الدماء"، مشيراً إلى أن المنشقين يسعون لزعزعة الأمن ودفع البلاد إلى حرب أهلية.
وأفادت مصادر مقربة من الحركة في مدينة بيشاور الباكستانية، بأنها "تُخطّط لتشكيل جيش أفغاني جديد يضم أكثر من 100 ألف مقاتل من أفراد الحركة ونحو 100 ألف آخرين من الجيش الوطني الأفغاني السابق". وأضافت أن "الجيش الجديد سيزود بالسلاح والمعدات الأميركية التي سيطرت عليها الحركة كغنائم".وفي وقت سابق، أعلنت الحركة المتطرّفة، أن النخب بقطاع الأمن في الحكومة السابقة والأعضاء الذين ليس لديهم "سجل سيئ" قد يتم تجنيدهم أيضا في الجيش الجديد.
شجار كبير
في غضون ذلك، نقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية (BBC) عن مسؤولين رفيعي المستوى في "طالبان"، أن خلافاً كبيراً اندلع بين قادة الحركة بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة.وقال المسؤولون إن مشادة بين المؤسس المشارك للجماعة الملا عبدالغني برادر، وخليل الرحمن حقاني، وزير شؤون اللاجئين، الشخصية البارزة في "شبكة حقاني" المتشددة، وقعت في القصر الرئاسي في كابول نهاية الأسبوع الماضي.وأوضح مصدر من الحركة أن برادر وحقاني تبادلا كلمات قوية، بينما تشاجر أتباعهما في مكان قريب.وكانت هناك تقارير غير مؤكدة عن خلافات داخل قيادة "طالبان"، منذ اختفاء برادر عن الظهور العام في الأيام الأخيرة.والاثنين، نفت "طالبان" ما أشيع حول إصابة أو مقتل برادر جراء حادث نجم عن تصاعد الخلافات الداخلية بين قادة الحركة، وأكدت أن الملا يقوم بجولة في البلاد ولم يتعرّض لأي حادث.طهران
وبعد توقّف لفترة على خلفية الأوضاع التي شهدها مطار كابول والبلاد بشكل عام، جرى، أمس، استئناف الرحلات الجوية بين إيران وأفغانستان.وذكرت وكالة فارس الإيرانية أن شركة طيران "ماهان" الإيرانية سيّرت رحلة من مطار مشهد إلى كابول، على متنها 19 مسافرا، أمس.وأضافت أن الطائرة، وهي من طراز "إيرباص 310"، عادت، أمس أيضاً مع مسافرين، إلى مطار هاشمي نجاد الدولي في مشهد.وحسب قناة "العالم" الإيرانية، فإن الطائرة نقلت دبلوماسيين إيرانيين.اجتماعات دوشنبه
وعشية قمة دوشنبه التي تجمع رؤساء مجموعة شانغهاي التي تضم الصين وكازخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان بمشاركة إيران كمراقب بغياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دخل الى الحجر الصحي، عبّر الأمين العام للمنظمة ستانسلاف زاس، أمس، عن قلقه من الوضع في منطقة الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان، ووصفه بأنه "متوتر".وأضاف خلال اجتماع عقده بالعاصمة الطاجيكستانية، وزراء خارجية ودفاع ومستشارو الأمن القومي للدول الأعضاء، أي روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، أن "القوات الطاجيكستانية تسيطر على الوضع في منطقة الحدود مع أفغانستان بشكل كامل".وأوضح أن جميع الدول الأعضاء في المنظمة مستعدة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية لطاجيكستان في حال حدوث مجابهة بمنطقة الحدود مع أفغانستان.من ناحيته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تفرض أي شروط على حركة طالبان، لكنها ستراقب تطابق أفعال الحركة مع وعودها بعدم تهديد دول الجوار انطلاقا من أفغانستان.وأضاف لافروف نقلا عن موقع وزارة الخارجية الروسية الإلكتروني ان "طالبان أعلنت عددا من أهدافها بما في ذلك الالتزام بمكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات وضمان ألا تشكل الأراضي الأفغانية تهديدا للدول المجاورة".وأوضح أن "طالبان" أعلنت أنها ليست عازمة على إثارة عدم التوتر في الدول المجاورة وتشكيل حكومة تمثّل المجتمع الأفغاني بكل فئاته السياسية والاثنية والدينية.وأكد لافروف أن غالبية الدول بما في ذلك روسيا رحبت بهذا النهج، وقال: "نقوم حاليا بمراقبة كيف تنفذ الحركة هذه الوعود على أرض الواقع".وذكر أن الوقت مازال مبكرا لكي نستخلص استنتاجات نهائية، "ولنا اتصالات مع حركة طالبان حول القضايا الملحّة، بما في ذلك ما يتعلق بإزالة أي مخاطر لدول آسيا الوسطى".الاتحاد الأوروبي
وفي ستراسبورغ، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أمس، أن أوروبا ستقدم 100 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأفغانستان، في حين تعاني الكتلة التداعيات الفورية لاستيلاء "طالبان" على الحكم. وبينما يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراته العسكرية بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان، كشفت فون ديرلاين في خطاب "حالة الاتحاد" السنوي بالبرلمان الأوروبي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف قمة للدفاع الأوروبي خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي التي ستستمر 6 أشهر بدءا من العام الجديد.وكان ماكرون قد اقترح سابقا تشكيل جيش أوروبي موحد، وهو ما اصطدم بمعارضة قوية داخل الاتحاد، خصوصا من المانيا. وبعد أحداث أفغانستان تجددت الدعوات الأوروبية الى تشكيل قوة عسكرية أوروبية للتدخل، في مبادرة أقل طموحاً من اقتراح الرئيس الفرنسي.