شوشرة: أكتوبر الفيصل
لا يزال الترقب للمشهد السياسي الذي يسوده الهدوء حالياً سيد الموقف، فالحكومة تنفست الصعداء في العطلة النيابية وابتعدت عن الصراع أو التصعيد بسبب أخطائها المزمنة والمتكررة، ولكن هل هي استراحة المحارب للهدوء الذي يسبق العاصفة، خصوصا في ظل تعهد كتلة الـ٣١ بأن نهجها مستمر لتصحيح الاعوجاج والانتهاك الصارخ لمواد الدستور؟فالأنظار تلتفت إلى أكتوبر القادم وما سيحمله من مفاجآت وفقاً لرأي بعض المتابعين السياسيين، الذين يؤكدون أنه سيتم الاتفاق على العديد من الملفات المهمة بين السلطتين قبل بدء دور الانعقاد الجديد، وأن الإصلاح قادم لا محالة، والاستمرار في التصدي للفساد وإحالة الفاسدين إلى الجهات المختصة دون أي خنوع أو مجاملات ومحسوبيات، فالبيت الحكومي بحاجة للترميم في قواعده المتهالكة وجدرانه المتصدعة وأسقفه الهشة التي نخشى سقوطها في أي لحظة.والآمال معقودة على اتفاق حقيقي يقضي على كل الترسبات ويعالج كل الملفات ويحقق المتطلبات التي تهدف الى قضايا شعبية مستحقة لا غبار عليها، خصوصا أنه طال أمد علاجها، بسبب تدخل بعض الأطراف المستفيدة من تشتيت العلاقة بين السلطتين واستمرار مسلسل الهجمات المرتدة لتحقيق أهدافهم ومآربهم وخططهم المكشوفة للعلن.
ومع تحرك بعض النواب الأفاضل الذين يخشون على هذا الوطن بعيداً عن أي مصالح شخصية، ستتعزز الثقة لدى المواطن بأن المرحلة المقبلة لا تحتمل أي تهاون أو تراجع أو تخاذل، وأن الأهداف النبيلة ستتحقق لتجاوز أي مطبات تعترض عملية الإصلاح خلال المرحلة المقبلة، وعدم العودة إلى المربع الأول في الأولويات التي لا يزال هناك من يراهن على عملية إقصائها من دائرة الحوار والاتفاق لإقرارها. إن بعض الأطراف في السلطتين التشريعية والتنفيذية ستكون خلال الأيام القادمة أمام اختبار حقيقي ومفصلي تنكشف فيه كافة الأقنعة، وتتبخر معه الحلول الزائفة، فالترقب الذي يسود الشارع في حالة استنفار، والناس يتمنون انفراجة وبشائر خير وأمطاراً تروي الأرض القاحلة وتقضي على الجفاف بسبب ما ذرفته العيون من دموع على الأوضاع المتقلبة.وهنا نتساءل: هل سيكون أكتوبر هو الفيصل؟ وهل سحابة الصيف ستنجلي؟ وهل ستعود البراكين الى مقرها مع انطفاء ثورة غضبها؟ أجوبة هذه الأسئلة المتكررة ستكون أمام الأطراف المختصة في السلطتين للرد عليها على أرض الواقع بعيداً عن سياسة الكر والفر والمراوغات غير الهادفة التي أسقطت العديد من اللاعبين في فخ الخصوم.