مقهورات لا منصورات
![سارة المكيمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593706515000838400/1593706537000/1280x960.jpg)
في الحقيقة لا أحد له الحق في طرد أي مواطن كويتي من دولته، المرأة الكويتية وريثة هذا الوطن تماما مثل الرجل، ولها حقوق أصيلة فيه مستلبة منذ دهور لأن القائمين على هذا الوطن رجال تربوا على إرث المنهج الأبوي الذكوري الذي يهمش المرأة ويعزز للرجل، ويجب أن يخجل العنصري من نفسه، لأنه يعتبر أبناءها من رجل غير كويتي عالة عليه! الكويت ليست بلدك وحدك وخيراتها ليست مقتصرة على الذكر ونسله وامتداده دون الأنثى، وجهلك في الفرق بين النسب والجنسية لا يعطيك الحق أبداً أن تتطاول بهذه الوقاحة على بنت بلدك شريكتك في الوطن، وكما أن أبناء الرجل الكويتي من سيدة أجنبية نصف كويتيين ويحصلون على الجنسية متبوعة بكل الحقوق، فإن أبناء المرأة أيضا نصف كويتيين ويجب أن يحصلوا على الجنسية متبوعة بكل الحقوق. عار يندى له الجبين أن المواطنة مازالت تقدم طلب إقامة لأبنائها يجدد وفقا لصلاحية الجواز تماما مثل الأغراب الأجانب الوافدين! عار يندى له الجبين أن زوجها حتى بعد 50 سنة وافد، وأن أبناء الكويتيات حتى لو ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في الكويت لا تعترف بهم الدولة كمواطنين! عار يندى له الجبين هذه التفرقة الصارخة والتمييز بالحقوق، مما يضمن للرجل وزوجته الأجنبية وأبنائه نصف الكويتيين علاوات وخدمات وأمنا واستقرارا وظيفيا ومستقبلا آمناً، في حين تعاني المرأة من هموم لا مثيل لها، تبدأ بالإقامات مدى الحياة وتنتهي بسلب العقار والطرد من البلد بعد وفاتها! عار أن تمنح الحقوق حتى لفئة المعاقين وفقا لجنسية الأب وتهميش أمومة المواطنة الأنثى وحقها هي في التقاعد المبكر لرعاية ابنها المعاق! عار ما تقولونه وتكتبونه أيها العنصريون الجهلة في حق كل مواطنة تطالب بحقوقها المنقوصة ومميزاتها المستلبة. هناك اتفاقيات دولية، وعمل إنساني عالمي دؤوب يسعى ليل نهار لتقليل الفجوة في الحقوق بين الرجل والمرأة في العالم، والحد من التمييز بالقوانين والحقوق، وأنتم ما زلتم تنفثون أفكاركم القمامية وتصرون على رحيلها من بلدها لتلحق بزوجها! تركبونها ذنب الحلال الذي اقترفته، وتمسحون حقها ورغبتها ومشيئتها في العيش في بلادها والمطالبة بحقوقها! اصمتوا... كفى، إن رأيتموها تطالب، اصمتوا فهذا أبسط الإيمان! فالمرأة الماليزية اليوم تحصل على حق إضافي فوق حق تمرير جنسيتها لأبنائها منذ الولادة، حصلت على هذا الحق نساء العالم كله، ومازالت نساء 24 دولة من أصل 179 ترزح في غياهب ظلام الظلم والتفرقة والمهانة.. و#الكويتية من المقهورات لا المنصورات، فهل يزيدكم هذا فخراً ويشعركم بالانتصار؟