وطنيات: آهات وطن
آهٍ على وطن أعطى كل ما لديه، وآهٍ على جشعٍ استنزف هذا الوطن.إليك عزيزي المواطن بعض هذه الآهات:ففي الاقتصاد مثلاً ضاعت 41 مليار دولار تقريباً هباءً منثوراً لتأخير إنجاز بناء ميناء مبارك الكبير ثلاثة آلاف يوم، والذي كان حلماً من أحلام اقتصاد الدولة، وبسبب سوء الإدارة التي تطارد هذا البلد ثانيةً تلو الأخرى وعاماً تلو الآخر.
وفي السياسة كان عدد المواطنين بين عام 1960 و1965 ما يقارب 500 ألف نسمه عندما افتتحت قبة عبدالله السالم في 20 أغسطس 1962، وكان ممثلو الأمه خمسين نائباً، أي أن لكل عشرة آلاف شخص ممثلاً واحداً، وفي علم الإحصاء والرياضيات وجميع العقول التي تفقه الحسابات لا يصح أن نظل على النهج نفسه، بل يجب أن يزداد عدد أعضاء مجلس الأمة الكويتي إلى 200 عضو تقريباً بعد تزايد عدد سكان الدولة. وفي المجال التربوي مرت سنتان على وباء كورونا ولا نعلم ما هو القادم، فانظروا حولكم وتساءلوا: كيف تخرج أبناؤكم وإخوانكم؟ وما الكمية العلمية المكتسبة؟ وكيف تم اختيارهم في البعثات الداخلية أو الخارجية؟ أو حتى كيف تم قبولهم في الجامعة الحكومية الوحيدة لدى الدولة التي ما زالت تتراجع في التصنيفات العالمية؟وأخيراً... توزيع المناصب: كل ما لديك من علم وخبرة وشهادات لا يؤهلك لشغل أي منصب كان، فكل ما عليك فعله هو أن تكون "مطبلجي" من الدرجة الأولى، فالذراع عزيزي المواطن تأخذ بها لعبة (الكوت) وحب الخشوم والانحناءات تأخذ منها لبس (البشوت).وفي الختام يا سادة، وبعد كل هذه الآلام التي قرأتموها قراءةً وعاصرتموها واقعاً نتساءل جميعاً: من المتسبب؟ ولمصلحة من يعمل؟ ولماذا أقدموا على هذا؟ لقد أصبح المواطن يعيش ليأكل وينام، ولم يعد لصبره صبر ولا لنفسه طور، فلا يسمع بإجازة ولا عطلة حتى يهرب كما يهرب السجين من قضبان سجنه... غربلتونا الله يغربلكم.