مشاورات إفريقية لإعادة مفاوضات سد النهضة
القاهرة تواصل جهودها لجمع الدبيبة وحفتر وصالح
غداة إصدار مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً حول أزمة سد النهضة الإثيوبي حث الدول الثلاث المعنية مصر والسودان وإثيوبيا على استئناف المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الإفريقي للتوصل إلى اتفاق ملزم ومقبول حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وذلك في إطار زمني معقول، أجرى وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لتوندولا، زيارة للقاهرة أمس في ختام جولة شملت أديس أبابا والخرطوم تهدف إلى إعادة إطلاق المفاوضات المتعثرة، تحت إشراف بلاده التي تترأس الاتحاد الإفريقي. وقدم المسؤول الكونغولي وثيقة إلى العواصم الثلاث، سبق أن أعدها فريق من الخبراء بين الرئاسة الكونغولية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، تتضمن تلخيصا للنقاط المتفق عليها من الدول الثلاث، والنقاط التي لا تزال محل خلاف، بغرض دراستها والرد عليها بموقف كل دولة، على أن يقوم الخبراء بدراستها، والعمل على محاولة تقريب المواقف، وصولا لاتفاق يرضي جميع الأطراف. وأشاد الوزير الكونغولي، في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري أعقب جلسة مباحثات مشتركة، بما لمسه من روح إيجابية لدى الجانب المصري، بما يساعد في إيجاد حل الأزمة.
وأكد توندولا أن الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي هي التي تتوسط في المفاوضات، وأن دور المراقبين مهم في دفع هذا الاتجاه، خاصة أن أي دور في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث محل ترحيب، موضحا أنه يجب التوصل في نهاية المطاف إلى وثيقة اتفاق، تحل المشاكل القائمة، وتكون بها ضمانة أن جميع الأطراف ستلتزم بما تم الاتفاق عليه. من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن الكونغو وضعت جدولا زمنيا للعملية التفاوضية، باعتباره أمرا مهما لمصر في إطار تمسكها بوجود نطاق زمني للمفاوضات بالتوازي مع ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم، وأهمية وجود ضمانات من الأطراف الدولية، للتأكد من وجود ضمانات للتوصل لاتفاق واضح ولا يوجد به أي لبس في التنفيذ. وكانت مصر والسودان رحبتا بالبيان الرئاسي لمجلس الأمن بينما هاجمته إثيوبيا معتبرة أن الأزمة "تتعلق بالحق في المياه والتنمية وتقع خارج نطاق صلاحياته"، وألقت باللائمة على دولة تونس مقدمة مشروع البيان، باعتبارها "زلة تاريخية". إلى ذلك، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، على الأولوية القصوى لمصر لعودة الاستقرار إلى ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها، مجدداً رفض مصر القاطع للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، ليعيد بلورة الموقف المصري في ما يخص الشأن الليبي قوامه الانفتاح على جميع الأطراف، قبل إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل. واستقبل السيسي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، في قصر الاتحادية الرئاسي أمس، وذلك بعد يومين من عقد السيسي جلسة مباحثات مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والقائد العام للقوات المسلحة خليفة حفتر، في القاهرة أمس الأول. وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ "الجريدة"، إن الجهود المصرية لا تزال مستمرة لعقد جلسة بين الدبيبة وحفتر وعقيلة صالح تحت إشراف القاهرة.