حوار كيميائي: المصالحة مصلحة وطنية واجبة
![د. حمد محمد المطر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/26_1680392039.jpg)
ولذلك العفو ما هو إلا فتح صفحة جديدة في العمل الوطني وتأسيس لقواعد صلبة للتعاون، والحكومة تدرك أكثر من غيرها أن المشكلة لا يمكن اختصارها في خلاف مع مجموعة من النواب بل مع رأي شعبي عام عبّر عن أولوياته من خلال مخرجات الانتخابات الماضية، وسيؤكد وجوده وخياراته في أي انتخابات مستقبلية، ولذلك لا بديل عن التعاون، وهذا الأخير يحتاج إلى خطوات ملموسة وحقيقية للبناء عليها وسيكون أهمها ملف العفو، وكل مبادرات تتجاهل هذه البديهة ستبقى مبادرات ناقصة لا تؤسس لمرحلة تعاون حقيقي. ومع هذا لا بد من التأكيد على أن إقرار العفو لا يعطي الحكومة صك غفران تام ولا يلغي مطالب المعارضة وأهدافها المعروفة، بل سيشكل خطوة حكومية تجاه منتصف الطريق، وفي المقابل يمارس النواب حقهم في الرقابة والمحاسبة انطلاقاً من تكامل دور السلطتين وتعاونهما. وفي هذه الرؤية لا يشكل العفو الأولوية الوحيدة، إنما هو ملف سياسي بامتياز، وفي حال إقراره سيكون بوابة الهدوء السياسي والتوازن الكفيل بإقرار أولويات شعبية مهمة ينتظرها الشعب الكويتي؛ وسيُنظر إلى هذه الخطوة- نيابياً وشعبياً- على أنها تغليب لفرص الإصلاح وفتح باب من أبوابه، وهو ما يستوجب الدعم والمؤازرة، وتغليب نقاط الالتقاء والبناء عليها.*** "Catalyst" مادة حفّازة:ملف سياسي + نية صادقة = عفو كريم