إذا حجّت البقر على قرونها
ذهب د. سليمان الخضاري، وهو طبيب نفسي وأستاذ بكلية الطب، إلى هيئة المعلومات المدنية يريد تغيير عنوان سكنه وإثباته في البطاقة، وأخبروه هناك أن عليه أن يقدم (من جملة أمور) شهادة من البلدية تثبت وجود العقار وأنه مسجل في البلدية. سليمان: حاضر، وماذا تريدون بعد ذلك وأنتم جهاز حكومي يفترض أنه مترابط بالمعلومات، وتستطيعون الحصول عليها تلقائياً؟ قالوا له: أحضرها ويصير خير. ذهب إلى البلدية، وأحضر الورقة، ثم عاد إلى المعلومات المدنية، يريد تسليمهم إياها، قالوا له: لا، نحن في حكومة إلكترونية ولا نستلم باليد، هذا موقع أدخِلْها فيه، وسنبعث لك برسالة نصية حين تجهز المعاملة.عاد إلى المنزل وأدخل الورقة في الموقع، كما طلبوا منه، وظل ينتظر، وبعد يومين وصلته الرسالة تخبره بأن معاملته انتهت وجاهزة. ثم انتظر بعدها يومين آخرين، وعاد لمراجعة المعلومات المدنية، سألهم ما إذا كانت المعاملة جاهزة الآن، فرد عليه المسؤول بأنها ليست جاهزة! أخبره سليمان بأن رسالة وصلته منهم تخبره بأن المعاملة منتهية، فكان جواب المسؤول: "يه انت ما صدقت وصلتك الرسالة" جئتنا تركض...! وكأن لسان الموظف يقول لسليمان: انت من "صجك" مصدق إن لدينا حكومة إلكترونية! روح الله يعطيك العافية.
خرج د. سليمان مذهولاً يبحث عن واسطة إلكترونية، ثم بعد ذلك أخذ يبحث في عناوين زملائه الأطباء النفسيين لعلاجه من اكتئاب اليأس من إصلاح الحال.انتهت الحكاية في بلد أموركم سهلة، وقريباً ستهدي لنا الحكومة برنامج "سهل"، والله يشفيك يا حكومة من هذه البيروقراطية المريضة، وإن شاء الله يحدث هذا قريباً، حين تحج البقر على قرونها.