في ظل استمرار جمود مفاوضات فيينا التي وصلت جهودها لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية المفروضة إلى طريق مظلم مع وصول الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي إلى السلطة في طهران، احتفت إيران المصممة على تعزيز التوجه شرقاً، بالموافقة على عضويتها في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها روسيا والصين بوصفها طوق نجاة بـ "مواجهة الأحادية".

وأجمعت الصحف الإيرانية بمختلف توجهاتها السياسية، المحافظة والإصلاحية، أمس، على الإشادة بالخطوة التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس الأول، خلال قمة للمنظمة عقدت في العاصمة الطاجيكية دوشنبه.

Ad

وكتبت صحيفة جوان المحسوبة على المتشددين، "تدخل إيران في أكبر سوق في الشرق"، مشيرة إلى أن المنظمة "هي أحد رموز التعاون بين القوى غير الغربية، وتفتح المجال أمام حقبة ما بعد أميركية".

واعتبرت "كيهان" المقرّبة من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، أن الخطوة ستساهم في "الالتفاف على العقوبات الغربية"، مضيفة "يمكن لإيران الآن أن تضع موضع التطبيق، سياستها القائمة على التعددية، والتخلي تدريجيا عن رؤية مستندة حصراً على الغرب، وخفض أثر العقوبات الغربية". وعكست صحف إصلاحية هذا التوجه أيضا، فرأت "اعتماد" أن قبول العضوية الدائمة في المنظمة المؤلفة حتى الآن من 8 دول، يتيح للجمهورية الإسلامية "التواصل مع أسواق تضم 65 بالمئة من إجمالي سكان العالم".

وسعت إيران الى نيل العضوية الدائمة في المنظمة منذ أعوام، في مسعى لقي ممانعة بعض أعضائها على خلفية عدم الرغبة في ضمّ طرف يخضع لعقوبات أميركية وغربية واسعة.

وكانت الجمهورية الإسلامية عضوا مراقبا في المنظمة منذ 2005، وفشلت آخر محاولة لانضمامها إليها في 2020 نتيجة رفض طاجيكستان حينها.

في غضون ذلك، شدد الرئيس رئيسي، خلال حضوره قمة منظمة شنغهاي، على أن بلاده لن تسمح لتنظيم "داعش خراسان" بالتموضع على حدودها الشرقية مع أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان عليها.

وبينما نفت واشنطن أن تكون هناك مساعي للقاء بين وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أعلنت السلطات الإيرانية أن رئيسي سيشارك افتراضياً في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي سيفتتح في نيويورك بعد غد، في خطوة رجح البعض أنها تهدف إلى تفادي الرئيس، الخاضع لعقوبات أميركية، ملاحقته قضائياً على خلفية اتهامات بارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان.

الى ذلك، خرج مئات المعلمين في مسيرات بعدد من المحافظات الإيرانية، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية؛ بينها أصفهان وفارس والبرز وكوهكيلويه وبوير أحمد.