طهران تهدّد بتوسيع عملياتها العسكرية داخل العراق
• اللواء محمد باقري : حكومة الكاظمي ضعيفة وأربيل تغض النظر عن المجموعات الإيرانية المعارضة
• هل سرّبت واشنطن موافقتها على اغتيال فخري زادة للتلويح بـ «العصا الإسرائيلية»؟
هددت إيران بتوسيع عملياتها العسكرية التي تشنها بإقليم كردستان العراق واتهمت الحكومة المركزية في بغداد بالضعف والتخاذل، في حين رأى مراقبون أن نشر تقرير يؤكد موافقة واشنطن على قيام إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني البارز فخري زادة، قد يكون تلويحاً أميركياً بـ«العصا الإسرائيلية».
في رسالة مزدوجة موجهة إلى بغداد وأربيل، هدد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، أمس، بتوسيع العمليات العسكرية التي تشنها بلاده في شمال العراق لملاحقة عناصر الجماعات الإيرانية المعارضة، داعياً إلى إزالة القواعد الأميركية في شمال البلاد، لأنها تحولت الى «مركز تنظيمي معادٍ للثورة». وقال باقري، إن «الجماعات الإرهابیة المعادية لإيران تنشط في كردستان العراق بسبب غض النظر من سلطات الإقليم».وطالب بغداد وحكومة كردستان بـ«عدم السماح لعملاء أميركا وإسرائيل والجماعات المعادية لبلاده باتخاذ معسكرات للتدريب في الإقليم وإنشاء مخيمات ومحطات للإذاعة والتلفزة وتنظيم مؤتمرات».
وأضاف أن إيران أخطرت حكومة كردستان والحكومة المركزية في بغداد، على مدى سنوات، بحل هذه الجماعات ومنع نشاطاتها ضد إيران، «لكن المؤسف أن الجهات العراقية لم تأخذ بالتوصيات الإيرانية، وهو ما يجعل من حقها المبادرة إلى تدمير هذه الجماعات مادامت تواصل أعمالها الإرهابية ضد البلاد»، متهماً الحكومة المركزية في بغداد بالضعف. وأشار المسؤول الإيراني البارز إلى أن العمليات التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين ستتواصل «انطلاقاً من الحق القانوني والمنطقي للشعب الايراني الذي يريد لحدوده أن تنعم بالأمن والاستقرار».
تبرير وإحراج
في موازاة ذلك، برر المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، العمليات التي تشنها بلاده بالأراضي العراقية بقوله إن «إيران تهتم بعلاقاتها مع دول الجوار، لكن الاستهدافات التي أجريت في إقليم كردستان، تأتي رداً على الاعتداءات المتكررة لجماعات على المناطق الحدودية الإيرانية».وأضاف أن «تلك الجماعات تسببت باستشهاد عدد من حرس الحدود الايرانيين»، مشيراً إلى أن «إيران ناقشت هذا الأمر مراراً مع المسؤولين العراقيين، وأن أذرعها مفتوحة لمن يُعلن توبته من الجماعات الإرهابية ويعود إلى الوطن».ويأتي التلويح بتوسيع العمليات الإيرانية التي يعتقد أنها استهدفت مقرات «المجموعة الديمقراطية الكردستانية» في عدة مناطق داخل الحدود العراقية بطائرات مسيرة وقصف مدفعي، بعد نحو أسبوع من زيارة قام بها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى طهران وكانت الأولى التي يقوم بها مسؤول أجنبي للقاء الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.ومثلت تصريحات باقري إحراجاً جديداً للكاظمي الذي سعى خلال زيارته الأخيرة لإيران إلى تثبيت تهدئة مع الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بطهران لوقف الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية، قبيل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل. ووصف النائب عن لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عبدالخالق العزاوي، تصريحات باقري بأنها «للتصعيد الإعلامي»، لكنه اتهم حكومة الكاظمي بعدم القادرة على الرد على «الاعتداءات الإيرانية على كردستان».ونفى العزاوي وجود تنسيق مع بغداد بشأن قصف القوات الإيرانية لمناطق كردستان. وقال النائب العراقي، إن «الجانب الإيراني يزعم أن لديه أهداف داخل كردستان وهذا الأمر غير صحيح».من جهة ثانية، أعلنت وزارة النفط العراقية، أمس، إطلاق مشروع كبير لاستثمار الغاز المصاحب للنفط، في حقلي الناصرية والغراف، في محافظة ذي قار، في خطوة تأخرت 3 سنوات وينظر لها على أنها ضمن خطة أطلقها الكاظمي أخيراً لتقليل الاعتماد على الامدادات الإيرانية المتذبذبة بسبب العقوبات الأميركية.لقاءات عبداللهيان
ويأتي الهجوم الإيراني على الوجود الأميركي بالعراق في وقت سربت صحيفة «نيويورك تايمز»، تفاصيل جديدة في عملية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده أواخر العام الماضي قرب طهران. وكشفت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أقروا خطة الاغتيال التي اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذها.وجاء التقرير اللافت، الذي استند إلى مقابلات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين وإيرانيين، بينهم مسؤولان استخباراتيان مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها، بعد أقل من شهر على تلويح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بـ«اللجوء لخيارات أخرى» في التعامل مع الملف النووي الإيراني إذا تعثر المسار الدبلوماسي بمفاوضات فيينا التي تشارك بها واشنطن وإن بشكل غير مباشر لإقناع طهران بالعودة إلى قيود الاتفاق النووي المبرم عام 2016.وحمل الكشف عن إقرار واشنطن لخطة الاغتيال التي تمت بـ«روبوت قاتل»، يعمل عن بعد باستخدام الذكاء الصناعي والأقمار الصناعية، «رسالة ضمنية»، في وقت تضغط إسرائيل على البيت الأبيض من أجل التحضير «لاستعراض جاد للقوة» في حال انهيار مفاوضات فيينا المتوقفة حالياً وسط توقعات متشائمة بشأن مستقبلها بعد تعيين رئيسي لشخصية متشددة تعارض تقديم أي تنازلات للغرب.والأربعاء الماضي، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، باتخاذ «إجراءات عسكرية» إذا طوّرت طهران أسلحة نووية ضمن ما وصفه بـ«خطة بديلة» للتعامل مع الفشل المحتمل لمفاوضات فيينا.في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الوزير حسين أمير عبداللهيان، يستعد لعقد لقاءات على حدة مع نظرائه في مجموعة «4+1» .وجدد المتحدث اتهام بلاده لواشنطن بعرقلة العودة إلى الاتفاق النووي، داعيا إياها للعودة إلى المفاوضات التي توقفت بعد 6 جولات بـ«عقلية مختلفة».
العراق يطلق مشروعاً لاستثمار الغاز في ذي قار لتقليل الاعتماد على إيران