ليسوا وافدين... بل «مقيمين» في الوجدان
![فيصل خاجة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/28_1670710027.jpg)
لم تكن الكويت في زمن ريادتها سوى بستان جميل احتوى على أزهار وأشجار نضرة، منها شجرة الفن ذات غصن المسلسلات التلفزيونية وخصوصاً في العقد الممتد بين عامي 1975 و1985 الذي شهد ذروة تفوق تلفزيون الكويت. وبالاستناد إلى قائمة قامت بإعدادها الباحثة مريم المحميد المتخصصة "ماجستيرياً" في مسرح صقر الرشود، يتضح قيام التلفزيون بإنتاج 26 مسلسلاً في تلك الفترة باختلاف أنواعها (اجتماعية، كوميدية، تربوية،...) يمكننا أن نَصِف نِصفها على الأقل بالامتياز، وهي قائمة تضمنت بحسب تسلسلها الزمني (درب الزلق، والأقدار، والإبريق المكسور، وحبّابة، ومذكرات جحا، وعلاء الدين، وإلى أبي وأمي مع التحية (جزأين)، ودرس خصوصي، وبدر الزمان، وخرج ولم يعد، وخالتي قماشة، والغرباء). بمجرد قراءتنا لأسماء تلك الأعمال تُضاء ذاكرتنا بوهج نجوم الشاشة، ولكن يغيب عن الذاكرة تصدي الإخوة "المقيمين" لـ 70% من تلك الأعمال تأليفاً وإخراجاً بما تحتويه من أهمية فائقة في العمل الإبداعي، فقد تصدى الفلسطيني طارق عثمان (1946 - 2004) وحده لتأليف خمسٍ من القائمة المميزة، وهو الذي غادرنا ضمن المغادرين أثناء الاحتلال العراقي، كما تصدى المصري حمدي فريد (1916 - 1987) لإخراج سبعٍ منها، ولولا رحيلهما المبكر نسبياً لحصدت الكويت المزيد من الإبداعات الخالدة.استشهادي بتلك النماذج المشرّفة والمشرقة لاهتمامي الشخصي بالحقل الفني، وهي نزر يسير من إسهامات الإخوة المقيمين بمختلف القطاعات من صحة وتعليم وغيرها، والتي ساهمت بما أسميناه بالزمن الذهبي، فهل يليق بمن ساهم في طلاء تاريخنا بذلك اللون البرّاق في شتّى المجالات تسميتهم بالوافدين؟ أم يتوجب علينا القول بصدق واعتزاز أنهم "مقيمين" في الوجدان وفي ذاكرة الكويت الوفية؟