«حرامي الكهرباء الواطي»
أسئلة كثيرة تدور حول قدرة لصوص النحاس والحديد على تنفيذ جرائمهم دون أن تكتشفهم الجهات الرقابية مع كثرتها ووضوح شواهد الجريمة، ففي السنوات الماضية قدرت هذه السرقات بملايين الدنانير ككلفة مباشرة، تدفعها الحكومة للمقاولين لإصلاح الأعطال الكهربائية، ناهيك عن كلفتها غير المباشرة الناتجة عن قطع الكهرباء عن بعض المنشآت الحيوية.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
هؤلاء اللصوص متخصصون في سرقة أغطية مناهيل المجاري والأمطار، والبعض الآخر وجد في بيع كابلات وأسلاك النحاس أموالاً أكثر، وقد وجدوا ضالتهم في سرقة أعمدة الكهرباء في الطرق البعيدة عن المناطق السكنية، مستغلين سيارات نقل تحمل ملصقات لجهات حكومية واللباس الخاص بشركات لها عقود مع الحكومة. موضوعنا اليوم عن طريق السالمي الذي يتعرض بشكل شبه أسبوعي لسرقة الكابلات النحاسية وبطريقة احترافية سريعة، بحيث يقوم "الحرامية" بقطع الأسلاك النحاسية المثبتة على الأعمدة الخشبية لمسافة 250 متراً. اختيار طريق السالمي وحساب الكمية والمسافة والوقت لم يكن عن طريق المصادفة، بل تمت دراسته بعناية كي لا يُكشف أمرهم إلا بعد إتمام المهمة بنجاح، فهذا الطريق لا تمر فيه دوريات وزارة الداخلية بشكل منتظم، ومستخدمو الطريق لا يمكنهم كشف السراق بسبب تنكرهم أو بسبب الخوف من ردة فعلهم.القصة لا تنتهي هنا وخيوطها متشعبة، فاللص وجد طريقه في صاحب محل السكراب الذي يعلم علم اليقين أن تلك البضاعة مسروقة، ومع ذلك يشتريها ويقوم بفرزها ووضعها في حاويات خاصة لتصديرها إلى الخارج، ثم يستخرج لها البيانات الخاصة من الإدارة العامة للجمارك بعرض تصديرها للخارج بعد أن يستخرج كتاب الإفراج من وزارة الكهرباء. أسئلة كثيرة تدور حول قدرة هؤلاء اللصوص على تنفيذ جرائمهم دون أن تكتشفهم الجهات الرقابية مع كثرتها ووضوح شواهد الجريمة، ففي السنوات الماضية قدرت هذه السرقات بملايين الدنانير ككلفة مباشرة، تدفعها الحكومة للمقاولين لإصلاح الأعطال الكهربائية، ناهيك عن كلفتها غير المباشرة الناتجة عن قطع الكهرباء عن بعض المنشآت الحيوية. عندما أصف هؤلاء اللصوص بالواطين لا أحد يلومني، ومن المجاز أيضاً إضافة هذا اللقب لكل من يعلم ويعمل على تسهيل مهمتهم.ودمتم سالمين.