أدين بول روسيسباغينا الذي استند فيلم «فندق رواندا» إلى قصته، وأصبح من أشد منتقدي الرئيس بول كاغامي الاثنين بتهمة «الإرهاب» بعد محاكمة وصفها مؤيدوه بأنها «سياسية».

وقالت بياتريس موكامورينزي واحدة من القضاة الثلاثة في محكمة كيغالي «خلصت المحكمة إلى أن دور روسيسباغينا في تشكيل جبهة التحرير الوطنية وتوفير الأموال للمتمردين وشراء أجهزة اتصال لهم كلها تشكل جريمة تصب في ارتكاب أعمال إرهابية».

Ad

جرت محاكمة روسيسباغينا «67 عاماً» في كيغالي من فبراير إلى يوليو، مع عشرين آخرين، بتهمة مساندة جبهة التحرير الوطنية المتمردة والمتهمة بشن هجمات دامية في رواندا خلفت تسعة قتلى في 2018 و2019.

ويتوقع أن تقرر المحكمة العقوبة التي ستصدر في حقه.

وطالب الادعاء بالحكم على المدير السابق للفندق في كيغالي بالسجن مدى الحياة.

وقالت ابنة رويساباغينا إن حكم الإدانة على والدها «قرره» الرئيس بول كاغامي.

وأضافت «لم أفاجأ بتاتاً كنا نتوقع ذلك بالتحديد، كاغامي خطف والدي، القضاة قرروا ما أراد الديكتاتور أن يقرروه».

يروي فيلم «فندق رواندا» الذي انتجته هوليوود في العام 2004 كيف تمكن هذا المعتدل، المنتمي لعرقية الهوتو، من إنقاذ حياة أكثر من ألف شخص لجأوا إلى الفندق الذي كان يديره في العاصمة خلال الإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص غالبتهم من التوتسي، في 1994.

بعد إلقاء القبض عليه في ظروف مثيرة للجدل في كيغالي في أغسطس 2020، تمت محاكمة هذا المعارض الشرس لبول كاغامي مع 20 شخصًا آخر من فبراير إلى يوليو بعدما وجهت إليه تسع تهم منها تهمة «الإرهاب».

أسس روسيسباغينا في 2017 الحركة الرواندية الديموقراطية للتغيير التي يُعتقد أن لها جناحاً عسكرياً يدعى جبهة التحرير الوطنية، لكنه نفى أي ضلوع له في الهجمات التي نفذتها هذه المجموعة في 2018 و 2019 وخلفت تسعة قتلى.

ولم يكن المتهم الذي يمكنه استئناف الحكم ولا محاميه حاضرين عند تلاوة الحكم، وقاطعوا الجلسات منذ مارس ونددوا بمحاكمة «سياسية» أصبحت ممكنة بسبب «عملية خطفه» التي نظمتها السلطات الرواندية وكذلك سوء المعاملة أثناء الاحتجاز.

وأعربت الولايات المتحدة التي منحته وسام الحرية الرئاسي العام 2005 والبرلمان الأوروبي وبلجيكا التي يحمل جنسيتها عن قلقها حيال ظروف اعتقاله ومحاكمته.

ومطلع سبتمبر، قال الرئيس الرواندي بول كاغامي، في رده على الانتقادات في مقابلة تلفزيونية إن روسيسباغينا يحاكم بتهمة «إزهاق أرواح روانديين بسبب أفعاله وبسبب المنظمات التي ينتمي إليها أو التي يقودها».

وأضاف «الأمر لا يتعلق بالفيلم وبشهرته»، مؤكداً أنه ستتم «محاكمته بأكبر قدر ممكن من الانصاف».

ومدير الفندق السابق هو معارض لبول كاغامي منذ أكثر من عقدين ويتهمه بالاستبداد وبإذكاء المشاعر المعادية للهوتو.

وسمحت شهرته في هوليوود بإعطاء صدى عالمي لمواقفه المناهضة للنظام.

وكان يعيش في المنفى بين الولايات المتحدة وبلجيكا منذ العام 1996، وتم توقيفه في كيغالي في ظروف غامضة، بعد خداعه وجعله يستقل طائرة ظنّ أنها متوجهة إلى بوروندي.

وأقرت الحكومة الرواندية أنها «سهلت الرحلة» إلى كيغالي، لكنها أكدت أن الاعتقال كان «قانونياً» و«لم تُنتهك حقوقه أبداً».

وتضاربت الشهادات حول دوره خلال المحاكمة التي استمرت خمسة أشهر.

قال متحدث باسم جبهة التحرير الوطني إنه «لم يصدر أوامر لمقاتلي جبهة التحرير الوطنية»، وأكد متهم آخر أن جميع الأوامر كانت تأتي منه.