كم أنا فخور بكويت الأمس!
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
***• وعندما نبحث في تراث تاريخ ما قبل الإسلام، نكتشف أن ظواهر مثل هذا الفخر الكاذب كانت منتشرة على نطاقٍ واسع، وسأذكر -على سبيل المثال- قول أحدهم:"إذا بلغ الفطام لنا صبي ... تخرُّ لهُ الجبابر ساجدينا"، وهؤلاء الجبابرة ليسوا من الروم، أو الفُرس، إنما هُم من أبناء عمومته، الذين كانوا يقاتل بعضهم بعضاً على جملٍ أجرب، أكثر من أربعين عاماً! ولا يكتفي بذلك فيقول إنه يشرب الماء زُلالاً، ويشرب غيرهُ كدراً وطيناً! مع أنه لم يكن يشرب من نهر إفيان، ولكن من آبار في الصحراء! ***• وحتى عندما منَّ الله على الناس بالدين الذي يدعو الإنسان إلى التواضع، نجد أن جينات الافتخار الكاذب في عصور ما قبل الإسلام قد تلبست أبناء الدين السمح، فأخذ البعض منهم يُظهر تواضعهُ الكارثي، كذاك الذي كان يقول: "ونحن أناس لا توسط عندنا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ".ولو أردت الاسترسال بضرب أمثلةٍ على تواضع تلك الأقوال، التي بالغ فيها الشعراء للحكام، لما انتهى بنا الحديث عن الأكاذيب المبالغ فيها، كذاك المتواضع الكبير، الذي وصف زلزالاً ضرب البلد، ودمّر حياة الناس، فقال لحاكمهِ "إن الأرض رقصت احتفالاً بك يا مولاي"!***وبكل فخر واعتزاز أقول: أنا من كويت الأربعينيات، والخمسينيات، بل والستينيات "وأفتخر"... لماذا؟لأنه كانت هناك ظواهر تدعوني إلى ذلك الافتخار. كان الحب يسود بين الناس، لم تكُن هناك طبقية، ولا طائفية، ولا تحزب قبلي، وكانت الكويت النموذج الجميل في معظم أنشطتها... سياسة، اقتصاد، تجارة، فنون، رياضة، وكان الناس يمتثلون لعدالة حكمٍ يعدل بينهم، لأنه كان يصدر من بيت متماسك.