قمة بين فلاديمير بوتين وطيب إردوغان تبحث الملف السوري
وزير الدفاع السوري يبحث في الأردن أمن الحدود و«التهريب»
وسط حديث عن مساعٍ تركية لإعادة التموضع "أطلسياً" في محاولة لاستغلال الأزمة بين واشنطن وفرنسا، ووسط حراك تركي في أفغانستان للعب دور بالتنسيق مع واشنطن في إدارة وتشغيل مطار كابول، يجتمع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في روسيا قريباً لبحث عدة ملفات في مقدمها الصراع السوري.وأكد الكرملين، أمس، أن اللقاء سيعقد قريباً مصادقاً بذلك على صحة تقرير تركية تحدثت عن الزيارة. وكان مسؤولان تركيان أفادا قبل أيام بأن الأوضاع في سورية ستكون الموضوع الرئيسي على جدول أعمال القمة التي ستجري في سوتشي. ومنذ بداية الشهر الجاري، ارتفعت حدة التصعيد العسكري بين تركيا وروسيا في خطوة أثارت المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب (شمال غرب) حيث لا يزال هناك جيب كبير خارج سيطرة الجيش السوري.
وسينعقد اللقاء بين بوتين وإردوغان قبيل جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي الروسي - الأميركي في جنيف مقررة نهاية الشهر الجاري، وبعد استقبال الرئيس الروسي نظيره السوري بشار الأسد في موسكو. وتتزايد المؤشرات حول تساهل أميركي مع دمشق التي حصلت على إعفاءات من بعض العقوبات في "قانون قيصر" مقابل سماحها بوصول الغاز المصري إلى لبنان في مبادرة سعت إدارة الرئيس جو بايدن لتأمين شروط نجاحها، وسط ترجيحات بأن تبادر واشنطن إلى سحب قواتها من سورية خصوصاً بعد موعد 31 ديسمبر المتفق عليه مع بغداد لسحب جميع القوات القتالية الأميركية من العراق.وبعد مشاركة وزير الطاقة السوري في اجتماع رباعي ضم نظراءه من الأردن ولبنان ومصر في عمان لمناقشة مبادة تفعيل خط الغاز العربي لاستجرار الغاز من مصر الى لبنان، أجرى وزير الدفاع السوري العماد علي أيوب زيارة إلى الأردن هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الصراع السوري قبل عشر سنوات.ويأتي الاجتماع بعدما استعاد الجيش السوري هذا الشهر السيطرة على مدينة درعا إلى الجنوب من دمشق، في إطار اتفاق توسطت فيه روسيا وحال دون هجوم عسكري شامل على المدينة. وقال الجيش الأردني، إن قائده اللواء يوسف الحنيطي التقى بوزير الدفاع السوري بشأن الوضع في درعا ولبحث قضايا مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات في المنطقة.وأفاد بيان للجيش الأردني بأن المحادثات تأتي في إطار الاهتمام بتكثيف التنسيق المستقبلي حول كافة القضايا المشتركة.وسلم الآلاف من مقاتلي المعارضة السورية، الذين تلقوا في وقت سابق أسلحة ودعما عبر الأردن، أسلحتهم بموجب اتفاقات استسلام توسطت فيها موسكو.وأعطت موسكو ضمانات لإسرائيل والأردن وواشنطن في ذلك الوقت بأنها ستمنع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران من توسيع نفوذها في المنطقة المجاورة أيضاً لمرتفعات الجولان الإسرائيلية.وأدت استعادة القوات الحكومية لدرعا إلى السيطرة على عدد من البلدات والقرى التي كانت حتى وقت قريب تتحدى سلطة الدولة.ويقول دبلوماسيون غربيون كبار، إن الأردن وإسرائيل قلقان من توسع الوجود الإيراني من خلال اختراقها لوحدات الجيش السوري وانتشار الفصائل المسلحة التي تمولها طهران والتي لها سيطرة الآن في جنوب سورية. كما عزز حزب الله اللبناني وجوده في محافظة القنيطرة الواقعة على حدود درعا من الغرب على طول مرتفعات الجولان الإسرائيلية.وقالت مصادر إن المحادثات العسكرية بين سورية والأردن تناولت أيضا ما شهدته الأشهر الأخيرة من زيادة كبيرة في تهريب المخدرات، وهو ما يقول مسؤولون أردنيون إن جماعة حزب الله تقف وراءها.