نددت الولايات المتحدة واوروبا بالانتخابات التشريعية الروسية، التي أجريت على مدى 3 أيام بعدما أعلن حزب «روسيا الموحّدة» الحاكم، الذي يقوده الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، فوزه بثلثي مقاعد مجلس الدوما، في الاقتراع الذي ادى الى دخول 5 أحزاب الى الدوما، للمرة الأولى منذ عقود، رغم أنه لم يسمح للمعارضة الوازنة بالمشاركة.

وقال أمين المجلس العام لـ «روسيا الموحّدة» أندريه تورتشاك إن الحزب سيحصل على 315 مقعداً في المجلس المكون من 450 عضوا، مقابل 334 مقعداً في انتخابات 2016.

Ad

وبذلك يحتفظ الحزب الحاكم بالأغلبية اللازمة لتعديل الدستور من دون الحاجة إلى دعم من التشكيلات الأخرى.

كما أكد تورتشاك الفوز في 39 منطقة حيث تم تجديد المجالس التشريعية الإقليمية.

واحتل «الحزب الشيوعي» المرتبة الثانية بحصوله على 19.56% من اصوات الناخبين محسنا مواقعه، يليه «حزب روسيا الليبرالي الديموقراطي» الشعبوي اليميني، الذي ينتمي إليه السياسي القومي المتطرف، فلاديمير زيرينوفسكي، بحصوله على 8.22%، في حين حصل «حزب روسيا العادلة - من أجل الحقيقة» على 7.57% من أصوات الناخبين.

وحصل «حزب الناس الجدد»، الذي شارك في الانتخابات البرلمانية العامة للمرة الأولى على 6.14% من الاصوات.

وتوجه بوتين (68 عاماً) خلال اجتماع مع رئيسة اللجنة الانتخابية الى الروس على «ثقتهم»، بينما اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «الانتخابات كانت تنافسية في ظل من الشفافية والنزاهة»، لكن حركة المعارض المسجون أليكسي نافالني نددت بحدوث تزوير انتخابي هائل خلال التصويت وأثناء الفرز أيضاً.

وفي وقت أشارت السفارة ​الصينية في ​موسكو،​ إلى أن «الدبلوماسيين الصينيين الذين راقبوا الانتخابات الروسية قدموا تقييماً إيجابياً للتصويت، وأشادوا بالمنظمين لنهجهم المبتكر والشفاف»، قال الناطق باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، إن «ما رأيناه في الفترة السابقة لتلك الانتخابات كان جواً من الترهيب لجميع الأصوات المنتقدة المستقلة».

وأضاف: «لم تكن هناك مراقبة دولية مستقلة، إذاً من الصعب جداً رؤية كيف جرت فعلياً هذه الانتخابات».

وتابع: «لكن، لدينا عدد كبير من المؤشرات من مراقبين محليين مستقلين تحدثوا عن عدد هائل من المخالفات خلال هذه الانتخابات».

وفي برلين، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت: «توجد اتهامات من مراقبي الانتخابات وأعضاء في المعارضة الروسية، تتحدث عن مخالفات ضخمة ويجب أخذها على محمل الجد»، معرباً عن أسفه لعدم وجود «رقابة دولية».

ووسط اتهامات بالتزوير، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن «واشنطن تعتبر أن الروس مُنعوا من ممارسة حقوقهم المدنية في الانتخابات»، مضيفة أنها «لن تعترف بإجراء انتخابات روسية على أرض أوكرانية ذات سيادة»، في إشارة الى جزيرة القرم التي أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد.

كما طالب نائب زعيم «الحزب الشيوعي»، ديميتري نوفيكوف، بإعلان بطلان نتائج التصويت الإلكتروني في موسكو، وتحدثت منظمة حقوق الناخبين المستقلة (جولوس) عن حدوث تزوير واضح ومثبت في العاصمة.

على صعيد آخر، قال محققون إن طالبا مسلحا ببندقية صيد فتح النار في جامعة بمدينة بيرم الروسية، أمس، مما أسفر عن مقتل 6 على الأقل وإصابة عدد آخر في هجوم ليس له اي خلفية سياسية أو دينية.

وأكدت لجنة التحقيقات الروسية، وهي إحدى جهات إنفاذ القانون، في بيان، أن المسلح أصيب بعد أن قاوم اعتقاله ويتلقى العلاج في مستشفى.