«البترول الوطنية» تعلن نجاح التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي
أحد أضخم المشاريع التطويرية في تاريخ القطاع النفطي الكويتي
أعلنت شركة البترول الوطنية اليوم الثلاثاء نجاح التشغيل الكامل لمشروع الوقود البيئي الذي يعد أحد أھم وأضخم المشاريع التطويرية في تاريخ القطاع النفطي الكويتي ومن المشاريع الحيوية والتنموية الكبرى على مستوى الدولة.وأعرب الرئيس التنفيذي للشركة وليد البدر في تصريح لـ «كونا» عن سعادته بالتشغيل الكامل للمشروع واصفاً إياه بالحدث التاريخي البارز الذي يدعو للفخر ليس للشركة فحسب ولكن للقطاع النفطي الكويتي بشكل عام نظراً لدوره في تعزيز مكانة دولة الكويت ووضعها في مصاف الدول المتقدمة بصناعة تكرير النفط العالمية.وشدد البدر على أهمية المشروع من الناحيتين الاقتصادية والبيئية، مؤكداً مساهمته في زيادة ربحية المنتجات النفطية الكويتية وفتح أسواق عالمية جديدة أمام هذه المنتجات وتوفير المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية.
وبين أن المشروع يعمل على خفض الانبعاثات والملوثات البيئية عبر إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة ومطابقة للاشتراطات والمعايير البيئية العالمية «يورو 4» و«يورو 5» التي تضع حدوداً صارمة للشوائب والملوثات في مختلف أنواع الوقود المستخدم في وسائل النقل والصناعة وغيرها.وھنأ البدر القائمين على المشروع متوجهاً بالشكر للمسؤولين السابقين والحاليين الذين واكبوه منذ بداياته بما في ذلك ائتلاف الشركات المنفذة للمشروع وخص بالذكر العاملين في دائرة المشاريع والعاملين في مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي، مؤكداً أن جهودهم المخلصة كانت حجر الزاوية التي ارتكزت عليها الشركة تحقيقاً لهذا الانجاز.من جانبه، قال نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع بالوكالة غانم العتيبي في تصريح مماثل لـ «كونا» إنه تم في إطار مشروع الوقود البيئي تحديث وتطوير وتوسعة مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي لتصبح الطاقة التكريرية للأولى 454 ألف برميل يومياً وللثانية 346 ألف برميل يومياً من المواد والمشتقات ذات الجودة العالية والصديقة للبيئة. وبين العتيبي أن تصميم وإنجاز جميع وحدات المشروع تم وفق مواصفات متطورة تلبي الاشتراطات والمعايير البيئية العالمية.وأضاف أن «الوقود البيئي» يعد من المشاريع العملاقة ضمن استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية الكويتية 2040، مشيراً إلى أن تكلفته الرأسمالية بلغت 4.680 مليار دينار كويتي «نحو 15.5 مليار دولار أمريكي» كان عائد القطاع الخاص المحلي منها قرابة 35 بالمئة جاءت عبر عقود التنفيذ والتوريد.وأوضح أن الشركة واجهت العديد من التحديات خلال مراحل تنفيذ المشروع كان من بينها الظروف الصعبة الناجمة عن أمطار شتاء عام 2018 والنتائج المترتبة على جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» ما أدى إلى تأجيل وتعطيل تنفيذ الكثير من الأعمال، منوهاً في هذا الصدد بالكوادر الوطنية التي نجحت بكفاءتها وإخلاصها في تعويض نقص العمالة الوافدة متغلبة على التحديات.من جهتها، أوضحت نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء عبدالله وضحة الخطيب لـ «كونا» أن المصفاة نفذت حزمتين من ثلاث حزم رئيسية شكلت قوام المشروع وضم كل منهھا تحالفاً مكوناً من ثلاث شركات عالمية كبرى.وأشارت الخطيب إلى أن المشروع يعمل على خفض محتوى أكاسيد النيتروجين والكبريت والملوثات الأخرى في منتجاتنا النفطية والوصول بھا إلى نسب متدنية جداً ما ينعكس لصالح زيادة ربحية وفرص تسويق هذه المنتجات إضافة إلى دوره في المحافظة على البيئة.وذكرت أن الشركة كانت وفي إطار تعزيز توجهها البيئي نجحت كذلك بإنتاج وقود السفن منخفض الكبريت وبمواصفات بيئية تلبي الاشتراطات والمعايير المتشددة للمنظمة البحرية الدولية لتصبح الكويت بذلك من أوائل الدول المنتجة لهھذا النوع من الوقود على مستوى العالم.بدوره، قال نائب الرئيس التنفيذي لمصفاة ميناء الأحمدي شجاع العجمي لـ «كونا» إن «الوقود البيئي» يعتبر مشروعاً فريداً من نوعه على المستوى العالمي إذ لم يسبق لشركة نفطية أن تمكنت من تنفيذ أعمال بهذه الضخامة لتحديث مصافيها مع استمرارها في الوقت ذاته بالإنتاج والوفاء بالتزاماتهھا تجاه عملائهھا في الداخل والخارج وهذا ما نجحت به «البترول الوطنية».وأكد العجمي أن المشروع يعزز التكامل بين مصفاتي ميناء عبدالله وميناء الأحمدي كما يحقق عدة أهداف استراتيجية في طليعتها الوصول بالطاقة التكريرية الإجمالية للكويت إلى 1.6 مليون برميل يومياً في عام 2025 إضافة إلى تحقيق عائد مرتفع للاستثمار والارتقاء بأداء الشركة في الجانب البيئي ورفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية مع المحافظة على الاستخدام الأمثل للطاقة وزيادة كفاءة المعدات.