وعد عبدالوهاب المرزوق، رئيس مجلس إدارة شركة المشروعات السياحية، بعودة السياحة إلى "عصرها الذهبي"، وستقوم الشركة بزيادة رأسمالها إلى 300 مليون دينار واقتراض خمسين مليوناً للعودة إلى هذا العصر الموعود! أيّ عصر ذهبي يَعد عبدالوهاب بالعودة إليه؟ لم تعِش الكويت يوماً عصراً ذهبياً أو نحاسياً من عقود، فالحياة السمجة والملل هما سمة الحياة الاجتماعية فيها، والعصر الحجري مازال هو سيد الأزمنة.
ربما كانت هناك ومضات ومحاولات للفرح أيام المرحوم صالح شهاب، وفي فترات الستينيات والسبعينيات حين كانت الدولة شبه منفتحة اجتماعياً، ولم تكن متحالفة بزواج كاثوليكي مع قوى التَّزمت الديني والاجتماعي. نتذكرها أيام الحفلات الشهرية لسينما الأندلس، والنافذة المفتوحة للحركة الثقافية للمجلس الوطني للآداب والفنون، وكلها رحلت إلى غير رجعة. وقراءة ما كتبه فيصل خاجة في "الجريدة" والمخرج المسرحي سليمان البسام في "القبس" تخبرنا بالحالة الثقافية للدولة الآن، فلا يمكن الحديث عن البهجة والفرح في السياحة دون ربطها بالفكر والحالة الثقافية للدولة ومجلسها الوطني، الذي يعاني اليوم سكرات الموت. قد يقصد عبدالوهاب المرزوق بالعصر الذهبي إعادة إحياء الحدائق والمنتزهات العامة المغلقة الآن، إلا أنه بزيادة رأس المال واقتراض الخمسين مليوناً لا يمكنه حتى إحياء أيام "الدوارف" في الأعياد. القضية ليست أموالاً ضخمة ستهدر، بل ثقافة متحجرة تحكم، وفي كل الأحوال ربما كان يقصد الترفيه الداخلي المتواضع "البريء"، لا السياحة كمصدر كبير للدخل القومي، مثل دولة الإمارات.فالسياحة تعني كسر الجمود وروتين نمطية الحياة للناس، وهذا يستحيل أن يكون بريئاً مع هيمنة السلطة بتحالفاتها ومحرماتها على الحريات الاجتماعية، وإذا كان لابد من ضخ روح الحياة في الترفيه الداخلي للناس فهذا لن يكون باحتكار شركة حكومية للبهجة، فمثل هذا النشاط هو الأَولى بالخصخصة من غيره.كم نتمنى التوفيق لرئيس الشركة في مساعيه، رغم يقيننا بأنه ينفخ في قربة مثقوبة.
أخر كلام
وهْم العصر الذهبي
23-09-2021