عثمان الشطي لـ« الجريدة•» : الجمهور لا يثق بالسينما المحلية
أكد أن هناك مؤلفين متميزين بأعمالهم وليسوا خريجي «فنون مسرحية»
عثمان الشطي مؤلف كويتي شاب وأحد خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم النقد والأدب المسرحي، وله عدد من المسرحيات، ويتميز بحبه لمسرح الطفل والعائلة، إذ خصص له مساحة كبيرة من مؤلفاته.
الشطي صاحب مسرحيات «أحلام الشوارع» و«الفيران» و«الأرانب»، التي تعرض له حالياً، والتجارب السينمائية المتنوعة بين الأفلام القصيرة والطويلة، والحاصل على عدة جوائز منها أفضل تأليف وإخراج عن الفيلم القصير «صحوة ضمير»، الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين، وأفضل كاتب في مهرجان «المسرحيين» عن مسرحية «الفيران»، حاورته «الجريدة» لتسأله عن أعماله القادمة وطموحاته وآرائه الفنية حول مواضيع مختلفة... وفيما يلي التفاصيل:
الشطي صاحب مسرحيات «أحلام الشوارع» و«الفيران» و«الأرانب»، التي تعرض له حالياً، والتجارب السينمائية المتنوعة بين الأفلام القصيرة والطويلة، والحاصل على عدة جوائز منها أفضل تأليف وإخراج عن الفيلم القصير «صحوة ضمير»، الذي لم تتجاوز مدته دقيقتين، وأفضل كاتب في مهرجان «المسرحيين» عن مسرحية «الفيران»، حاورته «الجريدة» لتسأله عن أعماله القادمة وطموحاته وآرائه الفنية حول مواضيع مختلفة... وفيما يلي التفاصيل:
• لماذا لم تقدم عملاً درامياً تلفزيونياً حتى الآن؟ وهل سنرى ذلك قريباً؟
- من الممكن أن تكون ميولي في الكتابة مسرحية أكثر ولكني كتبت للسينما عدة أفلام قصيرة وطويلة، وأنا لست من محبي الأعمال ذات الثلاثين حلقة، وأفضّل الأحداث السريعة والإيقاع السريع للأعمال التلفزيونية، والحمد لله، نحن في زمن المنصات التي بدأت بقوة فرض نفسها، وقد تم توقيع عقد لمسلسل تلفزيوني "سيزون"، وأعمل حالياً على كتابة مسلسلين، وقريباً ستسمعون عن انطلاقة تلفزيونية لي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المشاهد.
طفل كبير
• ما سر حبك لكتابة أعمال مسرحية للأطفال؟
- بداخلي طفل كبير رغم أن عمري 34 عاماً، وللأمانة، لا أحب تصنيفي ككاتب مسرح طفل، فأنا أكتب لمسرح العائلة، أي لجميع الفئات العمرية، وهذا بحكم حبي للمسارح العالمية مثل برودواي وغيرها، إذ أكتب لكل الفئات العمرية بحيث يستمتع الكبير والصغير بالعمل الذي ليس حكراً على فئة معينة، وأفضّل أن يقال عني أني كاتب شامل لجميع الأعمار، أكاديميا كان أو جماهيريا كوميدياً أو غيره.• هل كتابة النصوص المسرحية للطفل أسهل منها للكبار؟
- بالطبع لا، والبعض يرى أن كتابة مسرحية للطفل أسهل، إذ يتم فيها إعطاء بعض الحِكم والمواعظ مباشرة وينتهي الأمر، لكن من وجهة نظري أن الموضوع أعمق وأصعب من ذلك، فكتابة عمل لطفل يحتاج العمل على كيفية إبهار الطفل بالقصة والمضمون والإبهار البصري والنصيحة غير المباشرة، فمسرح الكبار من السهل أن تطرح له مواضيع اجتماعية ومعاصرة وواقعية، وعلى الكاتب أن يدرس جمهوره جيداً قبل أن يهم بكتابة عمل ما ويكون صاحب خيال كبير جداً، وأن يوفق في اختيار مواضيعه وقصصه التي سيطرحها.• حدثنا عن مسرحية الأرانب التي تعرض لك الآن وهل هي مسرحية عائلية أم أنها موجهة لفئة عمرية محددة؟
- سأقول لكم ما قالته الرقابة لي عن تصنيف هذه المسرحية: "هذه مسرحية تحتاج تصنيفاً جديداً فلا نستطيع أن نصنفها كمسرحية طفل أو كبار"، ومثل ما ذكرت في بداية هذا اللقاء فأنا أكتب للجميع والقضية تصل للجميع، إذ أكتب قضية إنسانية أخاطب بها الإنسان لا تفرق بين الصغار والكبار، فمسرحية الأرانب قضيتها إنسانية ووطنية ومجتمعية وفيها تجديد للهوية العربية التي افتقدناها منذ سنوات.موهبة الكتابة
• هل الموهبة وحدها تكفي أم يجب صقلها بالدراسة العلمية؟
- بصراحة، نعم الموهبة تكفي وأخص بهذا موهبة الكتابة فإذا كنت تملك الخيال المطلوب والتكنيك المناسب للكتابة فأنت قادر على تبني أي نص مسرحي أو درامي، والدراسة مهمة بكل تأكيد ولكن ليس بالضروري أن تدرس أربع سنوات لتحصل على شهادة لتكون ملماً بأسس الكتابة او تكنيك الكتابة، فمن الممكن بالقراءة والمطالعة وبحضور العروض المسرحية أن تحقق هذا، وهنالك مؤلفون ليسوا خريجي المعهد ولكنهم متميزون في أعمالهم، فالكتابة بحر كبير وله سباحون كثر ولكن هذا لا يمنع القول بأن المعهد له دور كبير جدا في اكتساب الثقافة المسرحية وفي اكتساب طرق التعامل مع كتابة النص المسرحي والثقافة التاريخية للمسرح والتعرف على العناصر المسرحية وغيرها وحين تكون ناقدا قبل أن تكون كاتبا فهذا يجعلك تحلل كل مشهد تكتبه وتضع فيه رموزك بشكل غير مباشر حتى تصل بعمق أكبر للمشاهد وهذا ما يميز الكاتب المثقف الدارس عن الكاتب الهاوي.أشكال جديدة
• متى تكتسب السينما الخليجية والكويتية تحديداً أهمية في عالم صناعة الأفلام؟
- بخصوص السينما، أرى أن الجمهور لا يثق بالمنتج السينمائي المحلي، إذ لم يشاهد حتى الآن الصور السينمائية التي تضاهي السينما العربية أو المصرية أو العالمية، والمشاهد لديه حالياً العديد من المنصات، ويتابع أشكالاً كثيرة من السينمات العالمية والهندية والإسبانية، فيشاهد صوراً مختلفة، وحين يشاهد فجأة صورة أقرب إلى المسلسل التلفزيوني سيقول "ما هذا؟" وهو ما أدى إلى عدم الثقة بالسينما المحلية، فمن يرغب في مشاهدة عمل سينمائي متكامل سيكون ذلك صعباً عليه، لأن الصورة والجودة المقدمين في السينما الكويتية لا يزالان غير مبهرين للجمهور الكويتي الذي لا يجامل، فهو ناقد بالفطرة، ولكن هذا لا يمنع أن هنالك توجهات سينمائية شبابية جميلة جداً تسعى للوصول إلى الجمهور وإلى تقديم أعمال سينمائية جيدة، وهناك فيلم عرض مؤخراً اسمه "آش مان" شاهدت من خلاله صورة جميلة وإمكانات وتقنيات جيدة وفيه إنتاج سخي وهذا هو المطلوب، فالإنتاج الجيد للعمل يظهر على الشاشة، وقد حقق الفيلم نجاحاً وذهب الجمهور لمشاهدته، وكانت بعض عروضه مكتملة العدد، ونستطيع أن نقول إنها بداية خير للسينما الكويتية القادمة بإذن الله، والمهم كمنتج سينمائي أن تحترم عين الجمهور ليحترم عملك ويتابعه.• حدثنا عن جديدك.
- ستعرض لي مسرحية "الجوكرز" في مملكة البحرين بعد انقطاع عامين بسبب جائحة كورونا، وهي من تأليفي وإخراج نضال عطاوي وتشهد عودة للفنان القدير عبدالله ملك، للمسرح بعد انقطاع أكثر من 15 عاماً، وهي مسرحية عائلية جميلة وإنسانية تخاطب عالم الأوبئة الذي نعيشه حالياً بشكل رمزي، وسأشارك أيضاً في مهرجان الشباب الذي سيقام في الإمارات بمسرحية "مطلوب للزبالة"، وهي عمل أكاديمي جميل من إخراج خميس اليماحي، وستقدمها فرقة "ياس".