ماذا يحتاج شعب الكويت؟
للأسف منذ 23 عاماً وبلادنا الكويت تراوح مكانها، وفي بعض المجالات تأخرت كثيراً، ومنها التعليم والتنمية البشرية والاقتصادية، فإذا دخلت المصالح الشخصية في تلك الأمور المهمة والمؤثرة في حياتنا ومستقبلنا أفسدتها، وقد طغى تحالف الحكومة مع الأقلية ضد الأغلبية على القرار السياسي، فهذا الطغيان السياسي أثر تأثيراً جذرياً في مستقبل البلاد والعباد وهو سبب رئيس لكل مشاكلنا المتعددة.فلو نظرنا إلى التعليم نرى للأسف أن الحكومة توجهت بتعاقداتها لجنسية معينة ترتيبها 139 من 140 دولة (حسب تصنيف مؤشر جودة التعليم العالمي دافوس 2021م) وترتيب الكويت فيه 97 عالميا، فهل من المعقول أن تستعين بمن هو متأخر عنك في جودة التعليم وتترك دولاً أفضل في تقييمها وتقييمك، فالمنطق يستدعي الاستعانة بالأفضل لا بمن هو أسوأ من تقييمك؟!سألوا رئيس وزراء سنغافورة كيف نهضت ببلدك؟ فأجاب بالآتي: "كان جلَّ اهتمامي بالمعلم والتعليم"، فذكر الاهتمام بالمُعلم قبل التعليم لأهمية دور المعلم وهو أساس نجاح التعليم.
والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طالبت، قبل شهرين تقريباً، بعض النقابات بما فيها نقابة القضاة بزيادة رواتبهم ومساواتهم بزيادات المعلمين فقالت بالحرف: "هل من المعقول أن يطالب الطالب بأن يكون راتبه أعلى ممن قام بتعليمه"، فسكت الجميع، لذا أود أن أوجه أسئلة للنواب والوزراء: كم عدد المتشارين الوافدين في مجلس الأمة؟ وكم عددهم لدى كل وزير ووكيل وزارة ووكيل مساعد ومدير عام في كل هيئة أو شركة تابعة للحكومة؟ ولماذا يتم الاعتماد على جنسية واحدة دون غيرها؟ ولماذا لا تتم الاستعانة بالكويتي كمستشار ولدينا كفاءات كثيرة؟! التنمية البشرية والاقتصادية تدور عجلتها إذا تم إلغاء السير في التحالفات الحكومية الخطأ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولدينا كثير من الكفاءات الكويتية التي تستطيع أن تنهض بتلك الجهات، لكن تغييبهم بسبب مصالح ضيقة للحكومة وحلفائها هو الذي سبّب جميع المشاكل.أخيراً: الكويت بحاجة لمواءمة سياسية شاملة، وقرار مثل قرار الراحل أمير القلوب، الله يرحمه، عندما ألغى عام 1992م جميع القضايا عن الكويتيين وشمل ذلك الراحل النائب الأسبق المحامي خالد خلف وأسقطت قضايا آخرين وعادت لهم الجنسية.لذلك لنا إخوة مُهجرون كانوا وما زالوا يضحون من أجل البلاد والعباد، ومنهم نواب يمثلون الشعب، ومنهم دعاة للإصلاح وآخرون هاجروا بسبب قضايا رأي وتغريدات، يجب أن ينالوا ما حصل عليه الراحل خالد خلف، وطي هذه الصفحة السوداء في تاريخ الكويت السياسي، وحفظ الله الكويت وقيادتهاوشعبها من كل سوء ومكروه.