نقطة: إعادة تعريف...
أنا الفقير ابن الفقير ابن الفقير، أنا من يمشي وكل شيء ضده، أنا الأشعث، أنا الأغبر، أنا المستهلك، أنا الراعي، أنا الغواص، أنا العريف، أنا الشهيد، أنا الأسير، أنا المفلوع، أنا الممنوع، أنا من يقف في الطابور من بدايته إلى أن يصل إليه الدور وقد لا يصل، أنا المدين إلى يوم الدين، أنا من ينتظر الراتب بلهفة العشاق، أنا من لا يؤبه برأيه لكني من يضطر في النهاية لتحمل نتائج كل اقتراحاتكم ومشوراتكم وأفكاركم الرائعة، أنا من لا يعرف موقع اتحاد الكرة، أنا من لا ينتظر آخر أخبار لجنة المناقصات المركزية، أنا الوسيط الطبيعي ما بين حقل برقان وأرصدتكم، أنا من قال له الكفر خذني، أنا من لا تعنيه خلافاتكم العميقة الممتعة، أنا من ترتكبون جميع حماقاتكم باسمه، أنا من لا يمتلك بشتاً، أنا من ينتظر أصحاب القصور ليقرروا لي حل قضيتي الإسكانية، أنا الناخب، أنا الخائب، أنا الأقساط، أنا المستأجر، أنا الرقم المدني، أنا الكومبارس، أنا التكنوقراط، أنا الموظف، أنا البصمة، أنا القرطوع، أنا المقطوع، أنا من يضع الوطن نصب عينيه حين ينصب عليه الآخرون، أنا جمهور الدرجة الثالثة، أنا الزحمة، أنا الاحتياط، أنا المنتّف، أنا المجروح في كل أغاني الثمانينيات، أنا من تتنازعون على حكمه ولا يفرق معي من يحكمني، أنا من لا تسمى الشوارع والمناطق باسمي لندرة إنجازاتي الخالدة مقارنة بأجدادكم العظماء الأفذاذ، أنا أول من يضحي وآخر من يستفيد، أنا من ضيع معكم عمره، أنا الفقير ابن الفقير ابن الفقير أبلغكم ما يلي: أحدٌ أحد...