يحدث في الكويت أحياناً ما لا يحدث في غيرها من دول العالم، وتُتخذ قرارات وإجراءات غاية في الغرابة وانعدام الجدوى والافتقار للمنطق، وفي هذه المقالة سأتناول موضوعين مما يحدث في الكويت دون غيرها.الموضوع الأول، قرار الحكومة رقم 520 لسنة 2020 القاضي بحظر إصدار إذن عمل لمن بلغ 60 عاماً وما فوق من حملة شهادات الثانوية العامة وما دونها، وترحيل هؤلاء دون النظر إلى واقعهم ومدى الضرر الذي سيلحق بالقطاع الخاص جراء هذا القرار؛ فإذا كانت الحكومة لا تريد أن يعمل في مؤسسات القطاع العام من بلغ 60 عاماً من الوافدين فهذا حقها، ولها أن تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة في مَن تتعاقد معه وفي من تُنهي عقودها معه، لكن أن تُلزم القطاع الخاص بقرارها وأن تصرّ على أن يُنهي هذا القطاع عقوده مع الأفراد من هذه الفئة وتقوم بترحيلهم، فهذا تدخّل في آلية عمل هذا القطاع وإضرار بمصالحه وبمؤسساته التي تحتاج إلى أصحاب الخبرات من هذه الفئة، وفق تقدير كل مؤسسة من مؤسساته.
حجة الحكومة في قرار ترحيل هؤلاء هي التكلفة المرتفعة للرعاية الصحية المقدّمة لهم، وإذا كان الأمر كذلك وبغضّ النظر عن الاعتبارات الأخرى، بإمكان الحكومة أن تشترط تأميناً صحياً مناسباً لهذا الفئة، عوضاً عن ترحيلهم، وفي الكويت الكثير من شركات التأمين التي يمكن أن تقدّم لهؤلاء التأمين الصحي المناسب، أضف إلى ذلك أن الكثير من هؤلاء عاشوا في الكويت سنوات طويلة، ومنهم أصحاب مؤسسات وشركاء في مؤسسات أخرى وأسرهم في الكويت وأموالهم في البنوك الكويتية، ويستطيعون التكفل برعايتهم الصحية من خلال التأمين المناسب، فكيف يستقيم ترحيلهم هكذا بقرار دون النظر إلى كل هذه الاعتبارات؟ والأسوأ من ذلك أن يتم تعديل القرار باشتراط دفع رسوم 2000 دينار لإصدار إذن عمل لمن بلغ 60 عاماً، وربط البقاء في الكويت لهؤلاء بقضية مادية وبتحصيل مالي كبير سنوياً، وهو أمر لا يمكن تفسيره ولا يليق بإجراءات حكومية؛ لكن هذه هي الكويت.الموضوع الثاني، زيارة جهاز حماية المنافسة في الكويت لإحدى الدول الشقيقة التي تتميز بالقصور في هذا الجانب للاستفادة من تجاربها!، وهذه الدولة الشقيقة احتلت المرتبة 93 في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2020، بينما احتلت الكويت المرتبة 46 ، أي أن هذه الدولة متراجعة عن الكويت بـ 47 نقطة، فهل لك أن تتخيل ذلك؟ والسؤال المهم: ما الذي يمكن أن تقدّمه هذه الدولة لوفد الكويت في مجال حماية المنافسة سوى الفشل؟لكن هذه هي الكويت التي يحدث فيها ما لا يحدث في سواها من دول العالم.***"Catalyst" مادة حفّازة:طرد "60 عاماً"+ استشارات وهمية = قرارات حكومية
أخر كلام
حوار كيميائي: هذي... الكويت
26-09-2021