الله بالنور: الظاهر… ما لنا إلا البعير!
نسبياً، يُعتبر علم المناعة (immunology) من العلوم الحديثة، وقد تطور وتقدّم كثيراً في السنوات الأخيرة، خصوصاً في سنتَي جائحة "كورونا"، ويعتبر هذا العلم المصدر الرئيسي للقاح التطعيم وكذلك وسائل العلاج المناعي. وآخر اكتشاف عجيب في هذا العلم المتطور، هو إيجاد علاج لمرض "كورونا" مستخلص من دم حيوان اللاما، وكذلك البعير، وهما ينتميان لعائلة الجمال (Family Camelidae). فقد وجد العلماء أن مهاجمة فيروس كورونا للاما أو الجمل ينتج عنه جسيمات مناعية في منتهى الصغر، وتمّت تسميتها مضادات نانو (nano antibodies) وتأثيرها قوي جداً، وتلتصق بالفيروس وتمنع نشاطه وانتشاره.
ولإثبات ذلك، قام الفريق البحثي بتعريض فئران التجارب لفيروس "كورونا" إلى درجة إصابتها بالمرض، ثم تم حقنها أو جعلها تستنشق بخاخاً يحتوي على الأجسام المضادة المستخلصة من دم اللاما أو البعير، وكانت المفاجأة أن الفئران المصابة بـ"كورونا" شفيت تماماً من المرض بعد ستة أيام من مرض "Covid-19". هذا البحث سيفتح المجال أمام استخدام تلك الأجسام المضادة في علاج مرضى كورونا، وكذلك كوسيلة لمنع المرض، لأنّ تلك الأجسام المضادة قوية جداً وفعالة، والأمل هو أن تجيز لجنة الأخلاق ممارسة الأبحاث العلمية للبدء بتجربتها على الإنسان، لعل وعسى تنجح تجاربهم في القضاء على هذا المرض الفتاك أو على الأقل الحد من انتشاره. البحث منشور في "Nature Communication" الأسبوع الماضي، وتم على يد علماء من معهد روزلاند فرانكلين في مدينة أكسفورد البريطانية، وقاد الفريق البروفيسور جيمس نايسميث (James Naismith)، الذي أبدى تفاؤله ويأمل استعمال أجسام النانو المضادة (nano antibodies) كبخاخ عن طريق استنشاقه بالأنف، ويحدونا الأمل بنجاح ذلك.