في محاولة للضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مطالبه السياسية، أعلن «المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة» في شرق السودان، قيام «ثوار الشرق» بإغلاق خط نقل البنزين من مدينة هيا إلى العاصمة الخرطوم، «تنفيذا لتوجيهاته».يأتي ذلك بعدما أغلق محتجون مؤيدون للمجلس في الأيام السابقة مطار مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، إضافة إلى اغلاق ميناء بورتسودان، وسكة الحديد وطرق رئيسية.
وقال مقرّر المجلس، عبدالله أوبشار، إن «الحكومة تستفزّ مواطن الشرق، لذلك يقوم باتخاذ خطوات تصعيدية».من جهته، أكد القيادي في المجلس محمد أوشيك: «لدينا خطوات تصعيدية أخرى تشمل كوابل الإنترنت والاتصالات في البحر الأحمر، مادام ليس هنالك مبادرات للحل من الحكومة».وحتى الآن لم تتدخل سلطات الحكومة الاتحادية ولا حكومات شرق السودان، الذي يضمّ ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهو من أفقر مناطق البلاد، في هذه الأحداث، في ظل تسريبات تتحدث عن رفض المكون العسكري التعامل مع إغلاق الطرق القومية، باعتباره يأتي في سياق مطالب سياسية.يذكر أن المجلس الأعلى لنظارات البجا يمثل الزعماء الأهليين الذين يطالبون الحكومة المركزية بإلغاء «اتفاق جوبا» للسلام، الذي تم التوصل إليه في أكتوبر 2020 بين الخرطوم والجماعات المتمردة، ويشتكي من تهميش مناطق الشرق، ويطالب بإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه.من ناحيته، ناشد وزير النفط السوداني جادين علي العبيد، أمس، الأهالي بشرق السودان إلى السعي من أجل التوصل لحلول عاجلة، لتجنيب البلاد الخسائر المالية والفنية الكبيرة والأزمات البترولية، مبيناً أن خط أنابيب وارد المنتجات البترولية توقف عن العمل بصورة كاملة، كما توقفت محطات الضخ، مما يعني توقف وارد المنتجات البترولية، متحدثًا عن «وضع خطير جدا».وكشف أن مخزون النفط يكفي حاجة البلاد مدة لا تتجاوز 10 أيام.ويمتد الأنبوب الناقل لنفط دولة جنوب السودان من العاصمة جوبا، وحتى ميناء بورتسودان بغرض التصدير، وفي المقابل يستفيد السودان من تحصيل رسوم عبور على هذا النفط. في غضون ذلك، كشف القيادي في «قوى الحرية والتغيير» عادل خلف الله، عن بدء مشاورات بين أعضاء المكون المدني في مجلس السيادة الانتقالي لاختيار أحدهم، ليتسلم رئاسة المجلس خلفاً للفريق الأول عبدالفتاح البرهان، الرئيس الحالي للمجلس. وقال خلف الله، لصحيفة «الترا سودان»، امس، إن نهاية أجل رئاسة البرهان تنتهي في 17 نوفمبر المقبل، حسب الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن المشاورات بدأت بين أعضاء المكون المدني للتوافق على تسمية أحدهم، ثم إبلاغ الشركاء العسكريين بذلك، حتى يتم اعتماد من وقع عليه الاختيار، خلال جلسة للمجلس بمشاركة جميع أعضائه، بما فيهم شركاء السلام.من ناحية أخرى، حذّرت الولايات المتحدة من أن أي محاولة تجريها السلطات العسكرية في السودان لتقويض الإعلان الدستوري «ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات بين واشنطن والخرطوم».جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ورئيس الوزراء السوداني، وفق بيان للبيت الأبيض. وقال البيت الأبيض، إن جيفري فيلتمان المبعوث الأميركي إلى القرن الإفريقي سيزور السودان هذا الأسبوع لتأكيد الدعم الأميركي لحكومة هذا البلد.وأعرب سوليفان، خلال الاتصال، عن التزام إدارة الرئيس جو بايدن بدعم الانتقال الذي يقوده المدنيون إلى الديمقراطية في السودان، ومعارضتها لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب.وذكر البيان أن الجانبين ناقشا أهمية «قيام الحكومة الانتقالية بإحراز تقدم مستمر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإصلاح قطاع الأمن تحت قيادة مدنية وضمان العدالة والمساءلة عن الانتهاكات السابقة».وفي رام الله، طالب رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، أمس، السودان بتسليم أموال مصادرة منسوبة لحركة «حماس»، إلى السلطة الفلسطينية، في حين نفت «حماس» امتلاكها أي استثمارات، وطلبت من البرهان وحمدوك التدخل شخصياً لإيقاف حالات التعرض للفلسطينيين في السودان ومصادرة استثماراتهم وممتلكاتهم الشخصية التي اكتسبوها بطريقة قانونية وبعلم مؤسسات الدولة وموافقتها.
دوليات
السودان: محتجو الشرق يقطعون النفط عن الخرطوم
26-09-2021