رغم رسائلها المطمئنة بأنها ستعتمد سياسة أكثر انفتاحاً واعتدالاً على ما كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي، أكد الملا نور الدين تورابي، القائد السابق في وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة "طالبان"، أن العقوبات القاسية مثل الإعدامات وبتر الأعضاء ستعود إلى التطبيق في أفغانستان.واعتبر تورابي المسؤول حالياً عن قطاع السجون، الذي اكتسب سمعة سيئة بسبب عقابه القاسي لمن يقبض عليه بتهمة الاستماع لموسيقى غير دينية، أو تهذيب اللحى، أن عمليات بتر الأعضاء لتطبيق الحدود "مهمة لتحقيق الأمن"، مضيفاً أن هذه العقوبات قد لا تطبق في العلن كما كان يحدث إبان فترة حكم الحركة الأولى.
ورغم أن الصور القاسية من العقاب ستعود، فإن الحركة ستسمح بالتلفاز والهواتف المحمولة والتقاط الصور والفيديو.وذكرت تقارير، أمس، أن الحركة علّقت جثث 4 رجال في ميادين عامة، زعمت أنهم قتلوا في اشتباكات مع مقاتليها، بعد أن خطفوا تاجرا وابنه في ولاية هيرات (غرب). وفي مقطع فيديو، تم تبادله على وسائل التواصل، يمكن رؤية جثة رجل مضرجة بالدماء، وملفوفة بسلاسل وتتدلى من رافعة في الميدان الرئيسي بمدينة هيرات. ويمكن رؤية العشرات وهم يصورون المشهد بهواتفهم. وبينما يعيش آلاف الدبلوماسيين الأفغان حالة من القلق والانتظار، بعد أن أصبحوا فعليا بلا عمل، بسبب عدم اعتراف معظم الدول بالحكومة الجديدة التي شكلتها الحركة، أفادت مصادر إعلامية، بأن وزارة الخارجية في حكومة "طالبان" الانتقالية، أجرت أول تعيينات في السلك الدبلوماسي. ونشرت صحيفة "أفغانستان إنترناشيونال"، مذكرة عمل وقعها وزير الخارجية أمير خان متقي، تضمن قراراً بنقل أفراد من السفارة الأفغانية في بنغلادش إلى قنصلية أفغانستان في مدينة كراتشي الباكستانية.
ننغرهار
إلى ذلك، قتل شخصان على الأقل، وأصيب 7 آخرون، في انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق في مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار شرق أفغانستان، أمس، استهدف قافلة تابعة لحركة "طالبان".يذكر أن عمليات القتل المستهدفة والانفجارات ارتفعت، بننغرهار التي كانت في السابق، معقلا لتنظيم "داعش"، الذي أعلن المسؤولية عن بعضها.من ناحية ثانية، كشفت مجلة "فورين بوليسي" أن قادة المعارضة المسلحة ضد "طالبان" والذين قادوا المقاومة في وادي بنشير وفرُّوا من البلاد خلال الفترة الماضية، يعيدون تجميع صفوفهم في الخارج بهدف تشكيل حكومة في المنفى.وقال مسؤول أمني سابق، إن المعارضة تضم 3 فئات عريضة: مؤيدو نائب الرئيس السابق أمرالله صالح، وجبهة المقاومة الوطنية بزعامة أحمد مسعود، وضباط سابقون في قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، فضلاً عن كبار المسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية السابقين ووزراء ونواب سابقون. وأشار إلى أن المناقشات في مراحلها الأولى.في غضون ذلك، مهّدت الولايات المتحدة الطريق أمام تدفق المساعدات إلى أفغانستان رغم تمسكها بإبقاء العقوبات على الحركة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها أصدرت ترخيصين عامين يتيح أحدهما للحكومة الأميركية وللمنظمات غير الحكومية وبعض المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، إجراء معاملات مع "طالبان" أو "شبكة حقاني" المشمولتين بالعقوبات الأميركية، إذا كانت هذه المعاملات ضرورية لجهود توصيل المساعدات الإنسانية.ويسمح الترخيص الثاني ببعض المعاملات المرتبطة بتصدير وإعادة تصدير المواد الغذائية والأدوية وغير ذلك إلى أفغانستان.من جانب آخر، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، لمجلة "نيوزويك" الأميركية، إن "طالبان" يمكن أن تكون شريكا للولايات المتحدة في عملية إرساء السلام بأفغانستان.