رياح وأوتاد: المقارنات العرجاء تظلم الكويت
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وثالث أساء إلى نظام التأمينات في الكويت رغم أنه أحسن نظام في العالم، وجاء بمثال من سويسرا عن مزايا المتقاعد هناك، فقلت له: هل رجعت إلى سن التقاعد هناك؟ قال: لا، فقلت: هل سألت عن عدد سنوات الخدمة المطلوبة وحجم المبالغ الشهرية التي يدفعها الموظف أو العامل هناك؟ قال: لا، فقلت إن مقارنتك ليست سليمة إذاً، لأن الموظف هناك لا يتقاعد قبل سن الخامسة أو السابعة والستين، ويدفع مبالغ طائلة طوال سنوات الخدمة، وهل تعلم أيضاً أن الخليجيين الذين يعملون في الكويت يتمنون أن يطبق عليهم قانون التأمينات الكويتي لكثرة ميزاته، في حين تنص الاتفاقية الخليجية على أن تطبق كل دولة قانون الدول الخليجية الأخرى على العاملين على أرضها من مواطني تلك الدول؟ ومن المؤسف أن يقدم بعض أعضاء مجلس الأمة اقتراحات بناء على مقارنات شعبية مثل هذه، غير سليمة وغير مدروسة، لمجرد أنها منشورة في وسائل التواصل، في حين الصحيح أن يقوم العضو بعرض ما ينشر على المتخصصين في كل مجال لمعرفة الموضوع من كل جوانبه الاقتصادية والمالية قبل أن يتبناها ويقترحها في المجلس.ومثل ذلك أيضاً قيام بعض المؤيدين لأحد النواب أو التوجهات بنشر مقاطع تسيء أو تهاجم نواباً آخرين من جلسات مجالس سابقة في وسائل التواصل دون نشر رد الوزراء أو النواب الآخرين عليهم، فهذا العمل يقع أيضاً ضمن المقارنات العرجاء المضللة التي يجب الانتباه إليها والحذر منها لأنها تنافي الصورة الكاملة للحوار الذي تم في المجلس.الخلاصة: أن كثيراً من الإخوة مستخدمي وسائل التواصل يجلدون الكويت بمقارنات غير كاملة، ولا تحيط بالموضوعات من جميع جوانبها، مما يؤدي الى بلبلة شعبية ومطالبات غير معقولة وتراكم الشعور بالإحباط في البلد.لا يعني هذا خلو بلدنا من العيوب لأن العيوب والأخطاء موجودة وكبيرة، ولكن يجب أن توضع في مقارنات صحيحة ومتكاملة مع ذكر مظاهرها وأدلتها وأسباب وقوعها وكيفية القضاء عليها ومعالجتها فنياً، خاصة مع ما نتمتع به من حرية ومجلس أمة، لأن هذا هو الأسلوب السليم بدلاً من النواح والإحباط ونشر المقارنات العرجاء.