مؤشرات على عودة «الحرب السرية» بين إيران وإسرائيل
طهران تشكو الوجود الإسرائيلي في أذربيجان غداة اتهام علييف لها بانتهاك سيادة بلاده
مع بدء العد العكسي لاستئناف مفاوضات فيينا النووية، وفي ظل الغموض الذي يكتنف مسارها، تتزايد التوترات والضغوط، وسط مؤشرات إلى أن الحرب السرية التي كانت تشنها إسرائيل على إيران والتي هدأت أخيراً، قد عادت إلى وتيرتها السابقة.
في وقت تتصاعد الضغوط قبيل استئناف المفاوضات النووية في فيينا، ظهرت مؤشرات على عودة الحرب السرية بين إسرائيل وإيران، بعد أن تراجعت حدتها أخيراً بسبب انخراط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالمفاوضات مع طهران وعدم رغبتها بتعقيد قضية هي أصلاً معقدة، كذلك مع تسلم حكومة جديدة في إيران للسلطة وعودة المتشددين إلى الحكم دون أن تتضح بالكامل السياسات التي يتجهون إليها خصوصاً إذا ما كانت أكثر هجومية أو عدائية من سابقتها أو العكس. وغداة حريق غامض في مركز بحثي تابع للحرس الثوري الإيراني غرب طهران أسفر عن مقتل شخصين، هاجمت طائرات مجهولة قاعدة تديرها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في محافظة دير الزور شرق سورية قرب الحدود العراقية، حيث وسعت طهران نطاق وجودها العسكري العام الماضي.وقالت مصادر، إن الضربات وقعت ليل الاثنين ــ الثلاثاء جنوب بلدة الميادين على نهر الفرات، التي أصبحت قاعدة كبيرة لعدد من الفصائل الشيعية المسلحة، ومعظمها من العراق، منذ طرد مقاتلي تنظيم «داعش» قبل أربعة أعوام تقريباً.
من ناحيته، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، عن مصادر من مناطق النفوذ الإيراني غرب الفرات، قولها إن القصف الجوي الذي حصل ليل الاثنين ـ الثلاثاء، أدى إلى إصابة 12 شخصاً على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران، وهم من جنسية غير سورية.وأوضحت المصادر أن القصف أدى إلى «تدمير منصات لصواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، كانت الميليشيات التابعة لإيران قد نصبتها بمنطقة المزارع الواقعة ببادية الميادين، التي تعد أكبر تجمع للميليشيات في المنطقة». وكان المصدر أفاد أمس الأول بأن طائرة مجهولة قصفت مناطق على الحدود السورية ـ العراقية، قرب مدينة البوكمال، بالتزامن مع قصف آخر في مدينة الميادين في ريف دير الزور.
الأزمة مع أذربيجان
إلى ذلك، هددت إيران أمس، دولة أذربيجان المجاورة لها وطالبتها بمراعاة حسن الجوار مشيرة إلى أنها «لن تقبل بوجود إسرائيلي على حدودها». يأتي ذلك رداً على تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أمس الأول، التي اتهم فيها إيران، بعدم احترام سيادة بلاده، وذلك على خلفية دخول شاحنات إيرانية إلى منطقة قرة باغ الخاضعة لسيطرة أذربيجان خلال مناورة عسكرية إيرانية.وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده أمس «في الوقت الذي توجد فيه علاقات جيدة واحترام متبادل بين البلدين وقنوات الاتصال المعتادة بين الجانبين على أعلى مستوى، فمن المستغرب الحديث بهذه الطريقة»، في إشارة إلى مقابلة علييف مع وكالة أنباء الأناضول التركية.وأضاف سعيد زاده : «لطالما أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية معارضتها لاحتلال أي أراض وشددت على ضرورة احترام سلامة أراضي البلدان والحدود المعترف بها دوليا، في الوقت نفسه، ترى بأن مراعاة حسن الجوار من أهم القضايا التي يتوقع من الجيران جميعا الاهتمام بها». ولم يفوت المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التعليق على العلاقات الودية بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل فقال «بالطبع، من الواضح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تطيق الحضور الإسرائيلي حتى لو كان استعراضياً بالقرب من حدودها، وفي هذا الصدد، ستتخذ ما نراه ضرورياً لأمننا القومي».وكانت طهران انتقدت مناورة تركية ـ باكستانية - أذربيجانية مشتركة جرت في باكو وردت عليها بمناورة للحرس الثوري على حدود أذربيجان .وكان علييف شدد، أمس الأول، على أن الشاحنات الإيرانية التي تعبر أراضي استعادتها بلاده من أرمينيا، يجب أن تدفع رسوماً جمركية.وقال: «كانت الشاحنات الإيرانية قبل سيطرة جمهورية أذربيجان على منطقة ناغورنو قره باغ في الخريف الماضي، تدخلها بشكل غير قانوني».وكانت «الجريدة» علمت قبل أيام أن طهران تدرس التصعيد ضد تركيا في سورية والعراق لإجبار باكو وأنقرة على التراجع عن الإجراءات التي تستهدف حركة النقل إلى أرمينيا.إسلامي وبنيت
وبينما بدأ محمد إسلامي نائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية زيارة إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم الحكومية الروسية للطاقة النووية، وصف مندوب إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس الأول، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول إيران بأنه «كان مليئاً بالأكاذيب».وكتب تخت روانجي، على موقع تويتر، :«لقد بلغ التخويف من إيران ذروته في منظمة الأمم المتحدة. خطاب رئيس وزراء الكيان الصهيوني حول إيران كان مليئاً بالأكاذيب».وأضاف :«هذا الكيان الذي يمتلك مئات الرؤوس النووية ليس في موقع يحق له التحدث عن برنامجنا السلمي». وكان بينيت قال إن صبر إسرائيل حيال المشروع النووي الإيراني على وشك النفاد، مؤكداً أنه ليس بمقدور الكلمات وقف دوران أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. وقال إن «إيران تسعى إلى الاستيلاء على الشرق الأوسط من خلال مظلة نووية».