تأجيل ما بعد العاصفة
ما زلنا ننتظر قرار تأجيل قروض آخر لأننا نعيش فترة تكلفة الأضرار، وهذه الأضرار ستطول حتماً رواتبنا وقدرتنا الشرائية نظراً لما غيره وخربه «كورونا» على طول خريطة العالم الاقتصادية وعرضها، وغبار التضخم الذي صاحب رياحها العاتية من البداية حتى اليوم، وربما حتى عام قادم.
بعد هبوب العواصف يبدأ الناس بمحاولة النجاة بحياتهم من خلال تجنبها قدر الإمكان والتقليل من ضررها على أملاكهم وبعد نهاية العاصفة يبدؤون بحساب الأضرار الناتجة وتكلفتها على الأرواح والمال، وعاصفة كورونا التي هبت على العالم وبلادنا لديها السيناريو ذاته، ونحن نعيش اليوم فترة حساب الأضرار بعد الانحسار الواضح لعاصفة الفيروس العاتية.وفيما يخصنا في موضوع العاصفة كان قرار تأجيل أقساط المواطنين ضمن الجهود المقدرة لقيادتنا الكريمة ثم حكومتنا ومجلسنا، فتم تأجيلها في بداية عاصفة كورونا، ثم في أواسطها، وما زلنا ننتظر قرار تأجيل آخر لأننا نعيش كما قلت سابقا فترة تكلفة الأضرار، وهذه الأضرار ستطول حتماً رواتبنا وقدرتنا الشرائية نظراً لما غيره وخربه "كورونا" على طول خريطة العالم الاقتصادية وعرضها، وغبار التضخم الذي صاحب رياحها العاتية من البداية حتى اليوم، وربما حتى عام قادم.
ونشهد كما ترون فترة خروج أفاعي الغلاء وعقاربه التي صارت تطل برأسها وتزحف نحو معيشتنا لتلدغ راتب المواطن البسيط بناب سام لا يبدو أنه سيعود إلى جحره قريباً كونه يحتاج إلى إجراءات طويلة من وزارة التجارة وتشريعات من مجلس الأمة، وحتى ذلك الحين لا يصح دستوريا ولا منطقيا ترك المواطن يخوض لوحده معركة ضروساً، قشة صغيرة منها فقط ستقصم ظهر بعير راتبه المثقل بالقروض وتكاليف المعيشة، ومن المنطقي القول بأن الحال تحتاج تأجيلاً آخر يراعي هذه الفترة التي أسفرت بشكل واضح عن الوجه الاقتصادي الآخر للعالم الذي كشف ملامحه تسونامي كورونا.يقول الله سبحانه في كتابه الكريم: "وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ"، وعسرة المواطن الكويتي حاليا تحتاج إلى نظرة ٦/٦ خالية من العيوب من مؤسسات الدولة وقطاعها الخاص، نظرة غير مصابة بطول نظر يرى احتياجات دول العالم البعيدة ولا يرى حاجة مواطنيه الأقرب وغير مصابة بقصر نظر يرى الفيروس المجهري في جانبه الصحي فقط، ولا يرى تأثيره الاقتصادي البعيد على حالة المواطن المعيشية وراتبه المحدود، لذلك مد التأجيل لفترة أخرى هو خاتمة مسك النهايات التي نريدها من وطننا بعد تأجيل البدايات والمنتصف، وكلنا ثقة أن وطننا لن يخذلنا فهو الملجأ الوحيد لنا بعد الله أثناء العواصف والزوابع.