بالعربي المشرمح: المهجرون والعفو ونحن!!
البعض ينتقدني بأنني لم يسبق لي أن كتبت مقالاً عن إخوتنا المهجرين وعن معاناتهم، وهذا النقد يثبت أن معظمنا لا يقرأ، أو أن ذاكرتنا معدومة، ولأنني أعتبر قضية المهجرين قضية سياسية وإنسانية، وعادت بقوة لتكون القضية الأهم على محطات التواصل الاجتماعي فإنني أستغرب وجود فريقين حتى الآن أحدهما مؤيدُ للعفو وعودتهم، والآخر ما زال مصراً على رفضه ويضع العراقيل أمام عودتهم.بعد كل هذه السنوات اكتشفنا جميعاً أن كل الحجج التي تضرع بها الفريق المعارض لعودة المهجرين اضمحلت وتلاشت، وأن رفضهم أو عرقلتهم لأي مسعى كان لأمرين: فجور في الخصومة، وأسباب سياسية وانتخابية، ونجح هذا الفريق طوال تلك الفترة حتى انكشف أمره ووصل لمرحلة حرجة أمام جماهيره التي اقتنعت بوجوب عودتهم.كلنا نعلم أن الدستور وضح أمر العفو بطريقتين: الأولى وهي العفو العام وأسنده لمجلس الأمة، والثاني العفو الخاص وأسنده لسمو أمير البلاد، وكلاهما لا أحد يعترض عليه إلا من في قلبه مرض، وهنا نتساءل: من يضع العراقيل والمطبات لكلا الطريقتين وبحجج واهية، لماذا لا تريدون عودتهم وأنتم تعلمون أن ما حصل كان بسبب الأوضاع السياسية وقتها وما صاحبها من تضخم أرصدة النواب وتعطيل الجلسات؟
البعض يروج لخلافات بين المهجرين بمحاولة دق إسفين الشقاق بينهم وصناعة فريقين جديدين، وهذا الأمر مكشوف والمراد منه إشغال الأمة عن الهدف الرئيس وهو عودتهم، وليثبتوا لمن بيده العفو بأنهم مختلفون حتى يكسبوا من الوقت متسعاً لهم، وهو الأمر الذي أعتقد أنه سيفشل للرغبة الحقيقية لمن منحهم الدستور هذا الحق بعودة المهجرين وإنهاء معاناتهم، وهو ما جبلت عليه الكويت حاكماً ومحكومين لذلك نقول لكل من يحاول عرقلة المساعي الحميدة لعودة المهجرين وأصحاب الرأي: لن تنالوا مرادكم بعد أن انكشفت حقيقتكم.يعني بالعربي المشرمح:جميعنا كشعب متعاطفون مع إخوتنا المهجرين وأصحاب الرأي، ونتمنى عودتهم لوطنهم وذويهم ونعلم أن الدستور قد منح العفو لسمو الأمير وهو والد الجميع، والآخر بيد ممثلي الأمة، ونجزم بأن الأمرين سيكونان أولوية، ونطوي صفحة مؤلمة من تاريخنا، ونصنع صفحات مزدهرة لوطننا الغالي، ونتوحد لرفعة رايته وتنميته وتطوره قريباً.