نلاحظ في السنوات الأخيرة انتشار المسلسلات التركية أو الدراما التركية بشكل عام في وطننا العربي، وهوس الكثيرين بمشاهدتها وانتظارها أسبوعيا بشغف، وحتى لو كان المضمون واحداً تقريبا لمعظم المسلسلات إلا أنها محببة ومرغوبة كثيراً، حتى لاحظنا انتشار الثقافة التركية في بلادنا العربية بكثرة، بل أصبحت كالغزو في عدة مجالات، كالموضة والفن والاهتمام بمعرفة تاريخ الأتراك والدولة العثمانية وحقباتها وسلاطينها، وما يتعلق بثقافة الطعام من مأكل ومشرب وغيرها.والحق يقال أن هذه البلاد مشهورة بلذة طعامها ومناخها وتضاريسها وإطلالاتها الرائعة، وجمال المناظر والطبيعة المطلة على جسر البسفور ليلاً ونهاراً، ونلاحظ الكثير من الكويتيين والخليجيين والعرب كذلك يختارون وجهة تركيا ومدنها للسياحة، والسفر صيفا وشتاءً، فارتفعت نسبة شراء العقارات في تركيا في عدة مدن إما للسياحة أو للاستثمار، فالحياة فيها مناسبة الثمن مقارنة بأوروبا، وأول مميزاتها أن أسعار عقاراتها مناسبة جداً للجميع مقارنة بأسعار العقار المحلي.
الأجواء لطيفة ومنعشة وباردة في أغلب المناطق التركية الشمالية حتى في الصيف كطربزون وأوردو، وكذلك المناطق الجنوبية مناسبة جداً لمحبي السباحة في الصيف المشمس الجميل كأنطاليا وبودرم وفتحية ومرمريس وغيرها.وهناك تقارب في الثقافة والحياة والاعتقادات والعادات، فالأتراك خليط من العربية والفارسية والسلجوقية، وبعد تغيير حروفهم الى اللاتينية دخلت عليهم بعض الكلمات الإنكليزية لكن أكثرهم ضعيف فيها، إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبح من اهتمامهم تعليم أبنائهم اللغة الإنكليزية، ويلاحظ أيضا كثرة البدع القديمة في حياتهم والاعتقادات الجاهلية، ويكثر في مسلسلاتهم التي تابعت العشرات منها، ولفت انتباهي الكثير من العادات القديمة المشتركة التي ربما اختفت عندنا إلا أنهم ما زالوا محافظين عليها ويمارسونها. وفي بلادهم أصوات المآذن تسمع في كل مكان، فترد الروح وتسر القلب، وزاد الاهتمام بالشعائر الدينية بعد فوز حزب العدالة والتنمية والاهتمام أكثر بالمساجد وقراءة القرآن وعلوم الدين وعودة الحجاب بكثرة في إسطنبول وأغلب المدن التركية، وأصبح له سلطة وقوة وتأثير، هذه حقيقة مع بيان اختلافي مع هذا الحزب كثيراً، فهذا موضوع آخر. وفي الختام تركيا بلد جميل يستحق الزيادة مرة تلو الأخرى لا يمل منه، فيه كل ما يحتاجه الكبار والصغار من متعة وراحة.
مقالات - اضافات
الغزو التركي
01-10-2021