حشود إيرانية عسكرية جديدة على حدود أذربيجان
باريس تعتمد على بكين لإعادة طهران إلى المحادثات النووية
لا يزال التوتر يتصاعد بين إيران وأذربيجان على خلفية فرض باكو ضرائب على شاحنات ايرانية تمر الى أرمينيا عبر طريق سيطر عليه الاذربيجانيون في حرب العام الماضي، وكذلك بسبب مناورات تركية ـ أذربيجانية ـ باكستانية أثارت حفيظة إيران التي ردت بمناورة للحرس الثوري على حدودها الشمالية. وتبادل مسؤولون من الدولتين الجارتين اللتين تسكنهما أغلبية من المسلمين الشيعة الاتهامات والاهانات والتهديدات في الايام الماضية. وأمس، أعلن الجيش الإيراني أنه سيجري مناورات عسكرية في شمال غرب البلاد اليوم رغم انتقاد باكو للخطوة.ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» عن قائد القوات البرية للجيش العميد كيومرث حيدري قوله أمس إن المناورات «ستنطلق بمشاركة وحدات مدرعة ومدفعية وطائرات مسيرة وبدعم من مروحيات الجيش». وأشار إلى أن هدف المناورات «الارتقاء بالجاهزية القتالية للقوة البرية في هذه المنطقة»، من دون أن يحدد مداها الزمني أو الجغرافي.
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف، الحليف الوثيق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، انتقد في حوار الاثنين الماضي، إجراء طهران مناورات قرب حدود بلاده، معتبراً أنها «حدث مفاجئ جداً». وأضاف «هذا حقهم السيادي. ولكن لماذا الآن، ولماذا عند حدودنا؟». وردت الخارجية الإيرانية بالتأكيد أن إجراء مناورات عسكرية هو «قرار سيادي». وألمحت الخارجية إلى العلاقة الوثيقة التي تربط أذربيجان، ذات الغالبية الشيعية، بإسرائيل، مؤكدة أن طهران «لن تتسامح مع أي شكل من أشكال تواجد الكيان الصهيوني بالقرب من حدودها. وفي هذا المجال، ستتخذ ما تجده مناسبا لأمنها القومي». وتعيش في إيران جماعة كبيرة من السكان من القومية الاذرية، التي تتبع أغلبها المذهب الشيعي وتتشارك قواسم مع اللغة التركية، وخاصة في المحافظات الشمالية الغربية المحاذية لأذربيجان وأرمينيا.وفي هذه الأثناء، ذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن الوزارة تعول على الصين في استخدام «أكثر حججها إقناعاً» مع إيران لإعادتها إلى طاولة المحادثات النووية.وتزامن ذلك مع تصريح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأنه يعتقد أن المحادثات النووية مع إيران ستستأنف «في غضون فترة زمنية مقبولة». وكان مسؤولون أميركيون وأوروبيون قالوا إن الولايات المتحدة تواصلت مع الصين بشأن خفض مشترياتها من النفط الخام الإيراني في حين تسعى واشنطن لإقناع طهران باستئناف المحادثات المتوقفة منذ يونيو الماضي بعد الجولة السابعة.وفي سياق قريب، أفادت تقارير في النرويج باتهام عالم ألماني إيراني بمشاطرة معلومات عن مواد دفاعية مع أربعة باحثين زائرين إيرانيين في معمله التابع لجماعة نرويجية حكومية، وذلك بالمخالفة للعقوبات المفروضة ضد طهران.