أكدت دولة الكويت أن المرأة الكويتية لعبت أدواراً هامة في بناء الدولة الحديثة وفي نهضة المجتمع وتشكل عنصراً محورياً في التنمية مشيرة إلى أنها قدمت كذلك مساهمات قيمة وتضحيات كبيرة وكانت في طليعة الجهود الوطنية لمكافحة جائحة فيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19).

جاء ذلك خلال كلمة دولة الكويت التي ألقاها السكرتير الأول بوفدها الدائم لدى الأمم المتحدة فهد حجي مساء أمس الجمعة أمام المناقشة العامة للجنة الثالثة للجمعية العامة للمنظمة الدولية في دورتها الـ 76.

Ad

وقال حجي «نجتمع في الوقت الذي يجد العالم نفسه أمام مفترق طرق في تاريخ البشرية الحديث.. نجتمع بعد مرور عام ونصف على جائحة (كوفيد - 19) هذه الأزمة الصحية التي راح ضحيتها أكثر من أربعة ملايين شخص حول العالم وأُصيب أكثر من 200 مليون شخص من دون تفريق أو تمييز ما بين البشر».

وتابع «بعد عام ونصف من هذه الجائحة الطاحنة يتعين علينا الاستفادة من الدروس والعبر والعمل معاً من أجل البناء من جديد وبشكل أفضل من السابق وإعادة البوصلة نحو الهدف الذي نطمح له جميعاً وهو تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030».

وأضاف أن ذلك الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تضافر الجهود الدولية نحو هذه الغاية النبيلة ومساعدة الآخرين خاصة المجتمعات الهشة والتي تأثرت وما زالت تتأثر بتبعات الجائحة القصيرة وطويلة المدى وبشكل غير متناسب بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.

وذكر حجي أنه على مدار العام والنصف الماضي شهد العالم المساهمات البارزة للشباب في مكافحة الجائحة وفي دولة الكويت سطر الشباب أروع الأمثلة من خلال التطوع بالصفوف الأمامية والمساندة لمواجهة الجائحة.

وقال «إننا في دولة الكويت نولي اهتماما خاصا بفئة الشباب وندرك أن الشباب عِماد تطور المجتمعات وبناؤها وعنصرا أساسيا في تحقيق التقدم والازدهار والتنمية المستدامة والتي بدورها لن تتحقق إلا من خلال الاستثمار في الشباب وتوجيه مهارتهم لخدمة وتنمية المجتمع».

وأشار حجي إلى أن المادة 29 من دستور دولة الكويت تنص على أن «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين».

وأكد أنه «من هذا المنطلق لم تتوان دولة الكويت في جهودها في تمكين المرأة الكويتية وتعزيز حقوقها وضمان مشاركتها الفعالة في جميع جوانب الحياة اليومية وتبوؤها المناصب القيادية في الدولة».

وأضاف حجي «أننا في دولة الكويت احتفلنا العام الماضي بمرور 15 عاماً على حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية في التصويت والترشيح ومنذ ذلك الحين تتزايد المكاسب في إطار أجندة تمكين المرأة الكويتية عاماً بعد عام بما في ذلك عبر سن تشريعات تهدف إلى تمكينها وتعزيز حقوقها».

وذكر أنه على الصعيد المهني فإن المرأة الكويتية تتمتع بحق الوصول إلى الوظيفة العامة أسوة بالرجل فهي تشغل مناصب في مختلف مؤسسات الدولة كالسلك الدبلوماسي والجهاز القضائي والشرطة النسائية والإطفاء والقطاع النفطي والمنظومة الصحية وغيرها من الأماكن الحيوية.

وأوضح أن المرأة الكويتية ساهمت في صنع القرار السياسي عبر مر السنين من خلال تقلدها مناصب قيادية عديدة منها وزيرة وعضو مجلس أمة ووكيلة وزارة ومديرة هيئة وسفيرة.

وأكد على مسألة تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم وذلك في إطار يحترم تنوع الثقافات واختلاف الأديان والحضارات في مجتمعاتنا خصوصاً في ظل تزايد الحروب وانتشار الاضطهاد والتعصب وتنامي مشاهد الكراهية والعنصرية وازدراء الأديان والمعتقدات.

وشدد حجي على التزام دولة الكويت التام بمبادئ تعزيز وحماية حقوق الإنسان على كافة الأصعدة وذلك تنفيذاً وتماشياً مع القوانين والمواثيق الدولية المعنية وما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتزاماً بالمبادئ والمقاصد المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.

وأكد حرص دولة الكويت على تعزيز حقوق الطفل والعمل من أجل حمايته، مجدداً الدعم لكافة الجهود والمساعي التي تبذلها الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية من أجل إيجاد عالم أفضل للأطفال.

وقال حجي «على الرغم من المكاسب التي حققناها حتى الآن لا يزال هناك طريق طويل من العمل أمامنا لضمان تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بما في ذلك حقوق النساء والأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة ولضمان شمول الفئات المهمشة في برامجنا الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية لا سيما ونحن نواصل مكافحة الجائحة».

وتابع «من المهم أن ندرك أن في مثل هذه الأوقات الصعبة ليس لدينا خيار سوى العمل في إطار النظام الدولي متعدد الأطراف وذلك من أجل مواجهة التحديات الأكثر إلحاحاً معاً بما في ذلك العديد من القضايا المدرجة على جدول أعمال هذه اللجنة».

وأضاف «يمكنكم أن تعولوا على دولة الكويت للتعاون معكم عن كثب وللعب دور فعال ونشط للتغلب على التحديات التي تواجه عالمنا».