يصل إلى مدينة نيوم السعودية اليوم، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ومدير الاستخبارات الفرنسية برنار ايمييه في زيارة للسعودية تسبق الجولة المنتظرة للرئيس إيمانويل ماكرون إلى دول الخليج.

وأكد مصدر دبلوماسي غربي في الرياض لـ(DPA) أن «الملف اللبناني سيكون أبرز نقاط لودريان وايمييه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكبار معاونيه، إضافة إلى تطورات الوضع على الساحة اليمنية ومبادرات الرياض لوقف الحرب هناك، والملف النووي الإيراني، وانعكاسات الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان على المنطقة، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خصوصاً في المجالين العسكري والاستثماري».

Ad

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن «الجانب الفرنسي سيطلب من الأمير محمد رفع فيتو الرياض عن لبنان وإعادة الدور السعودي إليه، خصوصاً أن المملكة كانت الراعي والداعم الدائم للبنان منذ استقلاله، كما أنها في مقدمة المساهمين في مؤتمر سيدر ودعم لبنان مادياً بمليارات الدولارات قبل أن تجمد هذا الدور وتوقف دعمها للبنان نتيجة سيطرة إيران من خلال حزب الله الموالي لطهران على قرار الدولة والحكومة اللبنانية».

من ناحية أخرى، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس هذا الأسبوع للقاء مسؤولين فرنسيين ومحاولة تحقيق «إجراءات ملموسة» لإتمام المصالحة بين الولايات المتحدة وفرنسا بعد ما بات يعرف بـ «أزمة الغواصات».

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلينكن سيتوجه إلى باريس من الغد إلى الأربعاء وسيرأس اجتماعاً لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، كما سيلتقي نظراءه الفرنسيين بهدف مواصلة المحادثات بشأن تعزيز العلاقات الحيوية بين الولايات المتحدة وفرنسا حول سلسلة مسائل. وأشار برايس إلى أن بلينكن والفرنسيين سيناقشون «الأمن في منطقة المحيطين الهندي الهادئ والأزمة المناخية والانتعاش الاقتصادي بعد وباء «كورونا» والعلاقة عبر الأطلسي والتعاون مع حلفائنا وشركائنا لرفع التحديات واغتنام الفرص على المستوى العالمي».

ولم تحدد واشنطن في هذه المرحلة ما إذا كان ماكرون سيستقبل أيضا بلينكن.

وفي باريس، أفاد مكتب لودريان، أمس، بأن «الوزيرين سيجريان محادثات مستفيضة استكمالاً لاجتماعهما في نيويورك يوم 23 سبتمبر الماضي، بهدف تحديد الخطوات التي ستكون مطلوبة لإعادة بناء الثقة بين بلدينا».

ويرافق بلينكن في زيارته لباريس المبعوث الأميركي لتغير المناخ جون كيري والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي ومسؤولين آخرين.

وبعد باريس، سيزور بلينكن في 7 و8 أكتوبر المكسيك، في أول رحلة له إلى هذا البلد المجاور للولايات المتحدة كوزير للخارجية الأميركية.

وبدأ التوتر بين باريس وواشنطن منتصف سبتمبر الماضي عندما أعلن الرئيس جو بايدن تحالف «أوكوس» مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في إطار أولويته الدولية القصوى: مواجهة الصين.

وحصلت أستراليا بموجب هذا التحالف على غواصات نووية أميركية وتخلت عن عقد مع فرنسا لشراء 12 غواصة فرنسية بقيمة 55 مليار يورو.

واتّهمت باريس الولايات المتحدة بالخيانة واستدعت فترة وجيزة سفيرها لدى واشنطن للتشاور معه. لكن الدبلوماسي فيليب إتيان عاد الأربعاء الماضي، إلى واشنطن حيث أجرى فور عوته محادثة مع مستشار الأمن القومي لجو بايدن، جيك سوليفان.

وبدا أن حدّة الأزمة الدبلوماسية بدأت تتراجع بعد محادثات هاتفية بين الرئيسين الأميركي والفرنسي الأسبوع الماضي، أقرّ خلالها بايدن بأنه كان بإمكان الولايات المتحدة أن تتواصل بشكل أفضل مع حليفتها القديمة.

ويفترض أن تمثل زيارة بلينكن لباريس مرحلة من مراحل هذه العملية، قبل لقاء مرتقب بين ماكرون وبايدن نهاية أكتوبر في أوروبا.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا كارين دونفريد: «ندرك أن المصالحة ستستغرق وقتاً وستتطلب الكثير من العمل».

وأضافت: «يجب أن تؤدي محادثاتنا إلى إجراءات ملموسة تظهر كيف أنه من خلال العمل معاً، سنعيد الثقة» من دون أن تذكر ما إذا كان سيكون هناك إعلانات مع نهاية المحادثات الباريسية.

وأكدت أن «تحالف أوكوس لا يحل مكان شراكات أخرى، وبخلاف ذلك، نرحب بفرصة مناقشة كيف يمكننا إشراك الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مبادراتنا في المحيطين الهندي والهادئ».