دلال المقهوي: أطمح أن تكون أعمالي طربية وعصرية

«البعض يرى أن المرأة أقل إبداعاً في الخطاب الشعري»

نشر في 04-10-2021
آخر تحديث 04-10-2021 | 00:09
الشاعرة دلال المقهوي
الشاعرة دلال المقهوي
ترى الشاعرة دلال المقهوي أن الشعر هو النافذة التي يطل بها على العالم، وهو الوسيلة التي يعبر فيها بالكلمات، عندما لا تستطيع أن تتحدث عن أمر أو قضية ما.

وهي تقول إنها أحبت كتابة الشعر أثناء دراستها، وحصلت على إحدى الجوائز كأفضل شاعرة في سنوات الدراسة الثانوية عن قصيدة كتبتها لفلسطين المحتلة، مما أعطى لها دافعاً كبيراً في الاستمرار بهذا المجال، وأن تُطور أدواتها الشعرية، فشقّت طريقها بطموح وإصرار، وتعاونت مع مجموعة كبيرة من الملحنين والمغنين الشباب من داخل الكويت وخارجها.

«الجريدة» التقت المقهوي... وإلى التفاصيل:

في بداية حديثها، أكدت الشاعرة دلال المقهوي أن بعض الشعراء يبحثون على اعتلاء الترند عبر مواقع التواصل، غير آبهين بمضمون ما يكتبون، وقالت ضمن هذا السياق: أغلبية الملحنين والمغنين من وجهة نظري يختارون "كلام سوق"، وفي بعض الأحيان يكون اختيارهم ليس نابعاً من قناعة، لكثرة اهتمامهم بـ"الترند"، وأتمنى أن يتركوا مسألة جنون الترند والشهرة السريعة، ويصبون تركيزهم على الأعمال التي تعيش وقتاً طويلاً.

واستدركت: لا أنكر أن هناك نجوما شبابا قدموا أعمالا جميلة، مثل أغنية "برافو عليك" للفنانين عبدالعزيز الويس، وبدر الشعيبي، وحنين حسين، صحيح كلماتها خفيفة وشبابية، ولكن اللحن والكلمات جميلة وحققت انتشارا كبيرا، مؤكدة: أنا لست ضد الأعمال الخفيفة، ولكني ضد الأعمال التي فيها إسفاف لمجرد لفت النظر و"الترند".

ومن وجهة نظر المقهوي أن الأصوات النسوية الشعرية، وعلى وجه الخصوص الشعر الغنائي، ما زالت غير بارزة بصورة كبير بالخليج عموماً، لافتة إلى أن بعض الشاعرات يدخلن مجال الشعر الغنائي بأسماء وهمية، باستثناء الشاعرة السعودية رحاب، التي ظهرت مع الملحن مشعل العروج، وهي أحد الأسماء المعروفة، التي برزت مؤخرا وحققت انتشارا، فقد ظهرت كشاعرة غنائية ومن ثم عرف اسمها بشكل كبير، وفي الكويت ترى أنه لا توجد أسماء جديدة في الساحة الشعرية الكويتية كنساء، فهي نفس الأسماء ولم تتغير. وعند سؤالها عن وصف البعض الخطاب الشعري عند المرأة بأنه متعثر، أجابت: "صحيح أن البعض يرى أن المرأة أقل إبداعا في الخطاب الشعري من الرجل، وتلك النظرة ما زالت موجودة، ولكن من وجهة نظري الخاصة أن الموضوع ليست له علاقة بالمرأة أو الرجل، الموضوع يعتمد على الشاعر نفسه وثقافته وأفق اطلاعه، فهناك نساء مبدعات، والأمر ينطبق على الرجال أيضا، وللأسف قلة ظهور النساء تركت مجالا لتداول هذا الوصف، وأعطت تلك النظرة الخاطئة، وفتحت مجالا لتناقلها عند البعض".

حقوق مادية

وأما عن طريقة تعاملها بشأن حقوقها المادية مع الملحنين والمغنين، وعما إذا كانت تأخذ حقوقها أو تتنازل عنها تقول: ليست لدي قاعدة أساسية، ولكن حاليا أنا أطالب بحقوقي المادية، ويعتمد على الملحن أو المغني الذي أبرم معه العقد، هل لديه إمكانية للدفع؟ فبعض "الجروبات" الشبابية الجديدة على الساحة الفنية، وأيضا المغنين، ليست لديهم الإمكانية المادية إلا لإنتاج العمل، وأنا بدوري أقوم بدعمهم وتشجيعهم عن طريق تنازلي عن حقوقي المادية، حتى يخرج عملهم بصورة جميلة، وهناك فنانون لا أتنازل لهم عن حقوقي المادية، لأني أعرف جيدا أن قدرتهم المادية جيدة، وارد أن يكون هناك جدال حول السعر، لكن لا يصل إلى أني اتنازل عن حقوقي.

العصر الحالي

وعن رأيها بالشعر الأنسب لهذه المرحلة توضح: أرى أنه لا يوجد حكر على شعر معين من وجهة نظري، كل بحور الشعر يجب أن تكون موجودة في الساحة الشعرية، وتعتمد على الأذواق، بدليل أن هناك الكثير من الفنانين مازالوا يقومون بغناء هذه الأشعار بأساليبها الحر والعمودي، لأن الجمهور يتقبل كل الألوان الشعرية، ولكن لا يتقبلونها من الفنانين الشباب، لأن الجيل الحالي برأيي صعب أن يستوعب هذا النوع من الأشعار، ويحتاج إلى وقت وجهد أكثر. وفي النهاية كما يقال: "ما يصح إلا الصحيح"، فالشعر الموزون والعمودي والحر، موجود منذ الأزل، فقد اكتسبنا منه الخبرات وأحببناه، وأعتقد أن الشعر الراقي موجود حتى وإن كان السوق لا يطلب هذه الأنواع، وأنا كشاعرة غنائية أحب هذه الأنواع الشعرية، لأني أميل إلى الكلمة الموزونة التي تعطى نغمات موسيقية، فتكون متشابكة لتخرج في النهاية كلحن جميل".

الإحباط

من جانب آخر، تحدثت المقهوي عن الحلم الذي تريد أن تحققه في مجال الشعر الغنائي، قائلة: لا أريد أن ينتابني الإحباط في مجالي، لأن كثيرا من الشاعرات ظهرن في الساحة، ومن ثم اختفين بسبب الإحباط الذي جعلهن يتركن الساحة، والحلم الأساسي الذي يراودني أن تكون لي بصمة خاصة في الشعر، والناس عندما تستمع إلى الشعر تعرف أن هذا الذي كتبته دلال المقهوي.

وذكرت أن الأغنية التي من الممكن أن تقول إنها تشبهها هي "تعبان شوق" للفنان حسن العطار، وأيضا أغنية جاسم محمد "مو بإيدي"، فهاتان الأغنيتان تمثلان أسلوبها الخاص، مضيفة: أطمح أن تكون أعمالي طربية و"موردن"، وهذا النوع جدا أحبه لأنه لا يموت، وفي المستقبل من المحتمل أن أتجه إلى تأليف الأعمال الخفيفة كنوع من التنويع وتحقيق الانتشار.

وختمت المقهوي حديثها بأن لديها مجموعة من الأعمال الجديدة مع فنانين جدد، وفنانين معروفين على الساحة أيضا، ولكنها في طور الدراسة والنقاش، وعند دخول الأعمال حيز التنفيذ سوف تعلن عنها.

● فضة المعيلي

back to top