بعد غياب استمر أكثر من 18 شهراً، عادت الحياة الطبيعية إلى المدارس التعليمية، صباح أمس، بدوام 300 ألف طالب وطالبة، حيث نجحت وزارة التربية في تنظيم خطة العودة الجزئية الآمنة للطلاب في اليوم الأول من بداية الدوام.وانتظم طلاب مدارس الكويت الحكومية والخاصة بنسبة حضور %50 بمقاعدهم الدراسية، بعد أن تم تقسيمهم إلى مجموعتين وسط إجراءات صحية استثنائية فرضتها جائحة "كورونا".
واستهل الطلاب يومهم الدراسي الأول بعد غياب طويل بعمل فحص الحرارة وتعقيم الأيدي، مرتدين كماماتهم، فيما قدم طلاب المرحلة الثانوية شهادات التطعيم أو فحص الـ PCR التي تثبت خلوهم من فيروس "كورونا"، الذي عطل المدارس لأكثر من عام ونصف العام، وكان لافتا غياب الاختناقات المرورية عن كثير من الطرقات، والذي يرجع إلى تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، ما ساهم في تخفيف الزحام.وكان لقرار وزارة الصحة، الذي صدر في وقت متأخر من ليل أمس الأول، أثر واضح في تسهيل اجراءات دخول الطلاب الحاصلين على جرعة واحدة من اللقاح دون الحاجة لتقديم فحص الـ PCR وتخفيف الأزمة المتوقعة، في حين استمر تطبيق قرار الفحص للطلبة والمعلمين غير الحاصلين على أي جرعة، بعد أن اصدرت "التربية" تعميما بهذا الخصوص إلى جميع المدارس صباح أمس.
جولة المضف
ومواكبة لليوم الدراسي الأول قام وزير التربية د. علي المضف بجولة على عدد من المدارس للاطلاع والاطمئنان على سير العمل، حيث شملت الجولة روضة عبدالعزيز الشاهين بمنطقة مشرف، ومدرسة أم عطية الأنصارية الابتدائية بنات، بالإضافة إلى مدرسة الخندق المتوسطة بنين، وثانوية عواطف العذبي الصباح.وقال المضف، في تصريح صحافي خلال الجولة: "في البداية أتقدم بالتهنئة إلى سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، وإلى أولياء الأمور والطلاب والطالبات ومنتسبي وزارة التربية من الهيئتين التعليمية والإدارية بمناسبة بداية العام الدراسي، بعد انقطاع دام أكثر من عام ونصف العام، متمنياً أن يكون هذا العام آمنا للمتعلمين.تدريب وإنجازات
وأكد أن "التربية" عملت خلال الأشهر الستة الماضية على تجهيز المدارس وتدريب المعلمين والإداريين، بالإضافة إلى الطلاب والطالبات، و"قد حققنا الكثير من الإنجازات التي نسعى إليها بالتعاون مع وزارة الصحة، أبرزها تحقيق الاشتراطات الصحية، وتوفير بيئة آمنة للجميع".وأضاف: "الحمد لله الوضع مطمئن، والمدارس جاهزة، وهذا ما رأيته خلال جولتي على عدد منها، بالإضافة إلى سعادة الطلاب والمعلمين بالعودة الى الدراسة".وتابع: "تعاونا مع وزارة الصحة لإصدار دليل إرشادي وتوزيعه على المناطق التعليمية وكل المدارس بالكويت، حيث يُعد خريطة طريق للمعلمين والإدارات المدرسية، ويفنّد كل الاشتراطات الصحية الواجب اتباعها".الهاجري: عمل متواصل لنجاح العودة الآمنة
أكدت مراقبة التعليم الابتدائي بمنطقة العاصمة التعليمية فاطمة الهاجري، أن فرق الاستعدادات عملت منذ أكثر من شهر على متابعة تجهيزات المدارس لتكون عودة الطلبة آمنة ومريحة مع أول يوم دراسي، مشيرة إلى أن المدارس ملتزمة بتطبيق الاشتراطات الصحية التي وضعتها اللجنة المشتركة مع «الصحة»، «لضمان سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب والعاملين في المدارس».
عودة كاملة آمنة
وقال: نطمح أن يكون الفصل الدراسي الثاني عودة كاملة آمنة، وسيتم تقييم عودة المتعلمين بالتعاون مع "الصحة" بعد شهر، وسيُتخذ القرار المناسب وفق الظروف الصحية.وبيّن المضف أنه في كل منطقة تعليمية يوجد غرفة عمليات بالتنسيق بين "التربية" و"الصحة"، هدفها مراجعة دقيقة للوضع في كل المدارس، ورصد حالات الطوارئ، وهي مجهزة على أعلى مستوى.واختتم بالإشادة بجهود منتسبي "التربية" من المعلمين والإداريين والعاملين في المدارس بالقول: "ما رأيته اليوم فخر لنا جميعاً، ويعكس حجم الجهود الجبارة المبذولة من جميع المختصين، وكذلك الإدارات المدرسية"، مثمناً تضافر جهود الحكومة ودعم كل الوزارات والجهات، لضمان عام دراسي ناجح سعيد وآمن.وخلال تفقد الوزير المضف مدرسة أم عطية الأنصارية الابتدائية بنات، خاطب هيئتها التعليمية والإدارية قائلا: "أنتم أساس النجاح، ونحن جميعا نعمل من أجل مصلحة أبنائنا وبناتنا في سبيل رفعة وطننا الغالي"، مشيدا بجهود منتسبي "التربية" من هيئات تعليمية وإدارية، عملت خلال الإجازة الصيفية لتجهيز المدارس.جرعة تطعيم واحدة تعفي من المسحة الأسبوعية
ذكرت وزارة الصحة أن المسحة الأسبوعية للطلبة والطالبات مطلوبة فقط للفئة العمرية من 12 عاما فما فوق، ممن لم يتلقوا أي جرعة من لقاح «كوفيد- 19»، لافتة إلى أن كل من فوق 12 سنة وتلقى جرعة أو جرعتين من اللقاح لا يطلب منه عمل مسحة أسبوعية.وجددت الوزارة في بيان صحافي الدعوة إلى المبادرة بالتطعيم للفئات العمرية المشمولة بتلقي لقاح «كوفيد- 19»، وذلك في إطار العودة الآمنة للمدارس، وضمانا لصحة وسلامة الطلبة.وأكدت أن صحة الطلبة والأمن الصحي للبلاد أولى الأولويات، ومحور الإجراءات التي تطبقها الوزارة وتسخر لها الدولة كل الإمكانات، للحفاظ على ما تحقق من نجاحات بفضل الوعي المجتمعي.وأوضحت أنه «حرصا منها على صحة وسلامة أبنائنا الطلبة وانسيابية سير العملية التعليمية، فإن الفرق الفنية التابعة للوزارة ستقوم بعمل مسحات عشوائية داخل المدارس».الشمري لـ الجريدة.: تطبيق الاشتراطات بحزم
قالت مديرة مدرسة صفية بنت ثابت الابتدائية بنات عواطف الشمري: فرحتنا كبيرة اليوم (امس) بعودة الحياة والروح إلى المدارس، بعد عام ونصف من الانقطاع، مؤكدة أن المدرسة تطبق الاشتراطات الصحية بحزم، ويلتزم الجميع، من معلمات ومتعلمات، بلبس الكمامات، وتعقيم الأيدي باستمرار مع فحص الحرارة بشكل يومي عند المدخل، وتطبيق شرط تقديم فحص الـ PCR للمعلمات غير المطعمات، لافتة إلى أن الادارة حرصت كذلك على تسهيل عملية تقسيم الطالبات في المجموعات ومراعاة الاخوات، بحيث يتم وضعهن في نفس المجموعة للتخفيف عن الأسر. بوحمد تفقد مدارس تعليمية العاصمة
تفقد مدير منطقة العاصمة التعليمية جاسم بوحمد، ومديرة الشؤون التعليمية دلال الناهض مدارس: الفيحاء المتوسطة بنات، ومعن بن زائدة المتوسطة بنين، والعديلية ابتدائية بنات، وعبدالعزيز الغربللي الابتدائية بنين، والبيروني المتوسطة بنين، للاطلاع على سير العملية التعليمية وجاهزية المدارس، والاطمئنان على مجريات العودة الآمنة للطلبة وفق الإجراءات الصحية الحديثة، كما تم الاطمئنان على جاهزية الفصول وفاعليتها، وسير العملية التعليمية بسلاسة وأمان، وفق خطة تستهدف ضم ذلك مع تعويض الفاقد التعليمي، وتمكين المتعلم.