يواصل الكاتب اليميني الفرنسي المتطرف والمثير للجدل، إيريك زمّور، تقدّمه في استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل في فرنسا، رغم أنه يقول إنه لم يحسم بعدُ أمره بشأن الترشح.

وفي آخر استطلاع للرأي، حصل زمور على 15 بالمئة من نوايا التصويت، وأصبح على بُعد نقطة واحدة من زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبن، و10 نقاط من الرئيس إيمانويل ماكرون.

Ad

وفي مقابلة مع صحيفة لوموند، نشرت أمس الأول، أعلن الزعيم السابق لليمين المتطرف، جان ماري لوبن، أنه سيقدّم دعمه لزمور إذا قرر خوض غمار الانتخابات الرئاسية، رغم أن ابنته مرشحة.

وقال لوبن الأب، مؤسس "الجبهة الوطنية" التي تحوّلت الى "التجمع الوطني" بعد تولي ابنته رئاسة الحزب وإزاحته، إن "إريك زمور يجرؤ على قول أشياء لم يجرؤ الآخرون على التفوه بها، إلّا أنا طبعا".

وقال السياسي والنائب السابق (93 عاما) إنه "من الصعب وصف زمور بالفاشي أو النازي، وهذا ما يمنحه هامشاً كبيراً من الحرية".

وفيما يشبه التأنيب، قال لوبن إن ابنته قد تخلّت عن مواقفها "فأتى زمور ليحتل المشهد الذي انسحبت منه"، داعياً "التجمع الوطني" الى "استعادة فحولته"، في إشارة الى عدم رضاه عن سياسات الحزب.

وكانت لوبن الابنة قد استبعدت فكرة التحالف مع زمّور، معتبرة أنه شديد التطرف.

وقد سطع نجم زمور المولود لأبويْن من يهود الجزائر من خلال الكتب التي يصدرها، وبفضل البرامج التلفزيونية التي يتبنى فيها خطابا متطرّفا تجاه المهاجرين والمسلمين الفرنسيين، إضافة إلى موضوع المرأة.

وهو يرى مثلا أن الإسلام يتعارض مع الجمهورية الفرنسية، حتى أنه دعا إلى سنّ قانون يحظر اسم محمد في شهادات ميلاد المسلمين بفرنسا، وفقا "للقانون 1803"، وهو قانون مدني للجمهورية يحظر تسمية أسماء غير فرنسية على الفرنسيين.

ويقول مراقبون إن ماكرون قد يستفيد من زمور لإضعاف منافسته لوبن، في حين يبدو أن حزب الجمهوريين اليميني لا يزال تائهاً بشأن أي خطاب سياسي سيعتمد. وإثر تعرّض زمّور المدان قضائياً بتهم عدة، منها إشاعة الكراهية والخطاب العنصري، إلى الشتم في الشارع من شاب، اتصل به ماكرون، في خطوة غير مسبوقة، ليتضامن معه ويؤازره.

وقبل يومين في مناظرة تلفزيونية جمعته مع رئيس حزب فرنسا المتمردة، جان لوك ميلونشون، زعيم "اليسار الراديكالي"، استعار زمور عبارة قالها صلاح عبدالسلام (المنفذ الوحيد الذي بقي حيا لهجمات 13 نوفمبر 2015)، في المحاكمة التي يخضع لها: "نحن الإسلام الحقيقي"، ليواصل هجماته على المسلمين.

كما حذّر الفرنسيين من احتمال "لبنَنَة فرنسا"(نسبة إلى لبنان) عام 2050، أي الى تحوّل البلاد الى مجتمعات حضارية غير متجانسة ومنقسمة، وبالتالي الانزلاق الى حرب أهلية.