كشفت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور أن آخر أعمالها في توثيق التراث الكويتي، يعنى بمبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في حقبة الستينيات، حينما كان مبنى وزارة الإرشاد والأنباء، وأنشئ بمرسوم أميري صدر في 17 يوليو 1973 كهيئة مستقلة تابعة للدولة تعمل على تهيئة المناخ المناسب للإبداع الثقافي والفني والتنمية الفكرية ضمن رؤية واضحة تعمل على رعاية الثقافة والفنون والنهوض بها وإفساح المجال للتواصل مع الثقافة العربية والعالمية، ويعمل جنباً إلى جنب مع الوزارات والمؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام لتكون الكويت مصدراً حيوياً للفكر والثقافة والفنون بالتواصل مع الساحتين العربية والعالمية. وأعربت العصفور لـ"الجريدة"، عن سعادتها "بأن أصور هذه الأعمال لتستخدم كمصادر للباحثين في تاريخ والبعض الآخر تم اقتناؤه من المهتمين، وأن يكون ذاكرة مرئية للمتلقي تستدعي استحضار الذكريات المرتبطة بهذه المباني لأشخاص وأحداث رحلوا وبقيت هذه المباني شاهداً تاريخياً".
وأضافت، أن "هوية الوطن وتاريخه هو جزء لا يتجزأ من اهتمامي بتوثيق التراث، والكويت زاخرة بالمباني التاريخية، التي تم إنشاؤها في الفترة ما قبل اكتشاف النفط، فكل مبنى يحمل قصة أحداث وأشخاص صنعوا تاريخ هذا الوطن، ووثقوا حقبة زمنية انعكست الظروف البيئية والاجتماعية والسياسية على هندسة بنائه.وأوضحت أن "هذه المباني بعضها تعرض للتقادم مع مرور الزمن، فبات ضرورياً توثيقها بأعمال تشكيلية بصورتها كما كانت في السابق وتكون مرجعاً تاريخياً للباحثين والأجيال الجديدة، والمحافظة على هذه المباني وصيانتها من أولويات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بموجب المرسوم الأميري 11 لسنة 1960 الخاص بالآثار".وتابعت أنه "من هذا المنطلق توليت التنسيق لمعرضين للمباني التاريخية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة، الأول في نوفمبر عام 2018 تزامناً مع معرض الكتاب الدولي، والثاني في فبراير 2020 في مركز ديكسون الثقافي، إضافة إلى ثلاثة معارض افتراضية للتراث والعمارة، هي المعرض التراثي العمراني الافتراضي بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة في 15 سبتمبر 2020، ومعرض "رؤى تشكيلية" في المباركية مع شركة المباركي بتاريخ 24 فبراير الماضي، و"آفاق تشكيلية في العمارة الإسلامية" في 4 مايو الماضي برعاية مجلة تشكيل للثقافة والفنون البصرية.
المباني التاريخية
وتطرقت العصفور إلى المباني التي قامت بتوثيقها وهي "قصر الشيخ عبدالله المبارك في مشرف، وقصر السيف العامر، واستراحة الشيخ أحمد الجابر في فيلكا، والقصر الأحمر في الجهراء، ومتحف الكويت الوطني (قصر الشيخ جابر المبارك وديوان خزعل سابقاً، ومركز ديكسون الثقافي، ومخفر فيلكا، والمرسم الحر (بيت الغانم)، وقصر السلام (الضيافة)، والدروازة (سور الكويت)، وبيت عائلة الشايع القديم، ومسجد الأحمدي قديماً، وتل سعد في جزيرة فيلكا، ومدخل سوق السلاح، وسكة بن دعيج- وسوق التمر، وسوق واجف، ومكتبة الكويت الوطنية، ومبنى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (وزارة الثقافة والإرشاد سابقاً)".