ليكن عنوانها أياً كان، مفاوضات، حوار، "إملاءات"، صفقة سياسية، المطلوب "الزبدة" في النهاية، وليس جعجعة من دون طحين متى اتفقنا على واقعنا الصعب! أصحاب القضية من بعض النواب السابقين ورفاق لهم في المهجر الإجباري، وشباب عبّروا بكلمات بسيطة عن أفكارهم بتغريدات عادية "طفشوا" من الدولة أو سجنوا بعد صدور أحكام قاسية تنفيذاً لقوانين اعتباطية لا دستورية، الحكومة، بدورها، وهي تمثّل السلطة، متورطة في إيجاد المخرج لأزمة مستنقع استوائي للاقتصاد المالي كل يوم يمضي على الدولة تغطس فيه أكثر.

أغلبية الجمهور لا في العير ولا في النفير، مادامت الرواتب "ماشية"، بينما يراهن على وعي جمهورنا الفيتنامي "الثوري" رياء أصحاب العضلات من الحالمين المنظّرين حين يتسلون بتنظيرات مضحكة عبر أجهزة تلفوناتهم وكمبيوتراتهم عن رفض المبادرة الأميرية، وكأنهم يملكون ألف حل غيرها.

Ad

ماذا يمكن أن يخرج به المتحاورون المفاوضون من الجانب النيابي مع مرارة حكمة سلطة فيروز الصغيرة لما قالت "انت ماما وبابا وكل حاجة بحياتي"! هي سلطة حكم أنور وجدي التي تحتكر الاقتصاد والسياسة والقمع، وتمارسه بكل سهولة، حالها من حال شقيقاتها العربيات مع فروق شكلية!

الرأي الحكومي حول مبادرة الإصلاح الاقتصادي في دعوتها للحوار هو ترقيع مؤقت "وترهيم" لماكينة معطوبة من الأساس، لكن يظل في النهاية الجود من الموجود الآن، وأكرر الآن، وبعد ذلك ليفكر الجميع سلطة ونخباً واعية في حلول جدية للاقتصاد والسياسة للمدى الطويل، فهناك مئات الألوف القادمين لسوق العمل خلال سنوات بسيطة، ولا يوجد هذا السوق إلا في وهْم المنتظرين.

فليبدأ "الحوار" حالاً، وليكن خلال جدول زمني محدد لا يمتد ولا يتأجل ككل الأطروحات الحكومية، وليخرج المتحاورون بحل مُرضٍ ولو كان فيه الكثير من التحفظات، لكنه يحل الآن أزمة المهجّرين والمطارَدين ويسكّن الأزمة المالية مؤقتاً، لا تنخدعوا بصعود برميل النفط اليوم، وتتناسون الغد، سيفوه ليس السلطة فقط، هو وعينا السياسي قبل ذلك، ولولاه لما وصلنا إلى هذه الحال منذ عقود طويلة.

حسن العيسى