الله بالنور: حوار وأيما حوار؟!
الحوار المبني على شرط "شيلة" رئيس الوزراء... وأيضاً على "شيلة" رئيس مجلس الأمة... وكذلك على "شيلة" الحكومة بالكامل، واستبدالها بمجموعة من النواب ضمن التشكيل الجديد! يعني "لا طبنا ولا غدا الشر"!!!السلطة ليست على استعداد لتلقي إملاءات بمن سيكون رئيساً للوزراء، والسلطة أيضاً ليست على استعداد للتحلي بالحيادية في انتخاب رئيس مجلس الأمة، لأنها تعتبر التصويت على رئاسة مجلس الأمة حقاً من حقوقها...
إن كان لابد أن يكون هناك حوار بنّاء فليكن مبنياً على الأمور العامة وليس على الأشخاص ومواقعهم... الأزمة الحالية ليست سياسية كما يبدو للبعض، إنما هي أزمة أولويات، فلا المجلس ولا الحكومة لديهم أدنى فكرة عن أسرع وأقصر الطرق لحل الأزمة الاقتصادية، وليس لديهم حتى أفكار بنّاءة للإسهام في حل أزمة الإسكان، ولا حتى أفكار حول الحلول التي يجب تبنيها في قضية التركيبة السكانية!!! وماذا عن تهيئة فرص وظيفية منتجة للشباب، في ظل التضخم الوظيفي والبطالة المقنعة! كما أن لدينا مشاكل كثيرة وكبيرة بانتشار المخدرات، والزيادة المتسارعة في جرائم العنف، وانتشار الأسلحة! وماذا عن تردي التعليم بجميع مراحله؟هذه الأمور هي ما يجب التركيز عليها.ليكن الحوار محاور، وليس مشروطاً من الجانبين، وهذا هو الهدف الأول والأساسي من أي حوار، لتجنُّب الصدام الذي قد يؤدي إلى أسهل الحلول لدى السلطة، وهو اللجوء إلى حل مجلس الأمة وإعادة الانتخابات.