في وقت يسود تشاؤم وعدم يقين بشأن موعد استئناف محادثات فيينا، المتوقفة منذ يونيو الماضي، وإمكانية توصلها إلى تفاهم يفضي لإحياء الاتفاق النووي المقيد لبرنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها، وسط الشروط والشروط المضادة، يجتمع مسؤولون أميركيون وإسرائيليون في واشنطن اليوم وغداً لبحث ملفات عدة أبرزها خيارات البلدين للتعامل مع إيران.

وأفاد مسؤول رفيع بإدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن بأن الاجتماعات الجديدة ستشمل مباحثات بين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، بعد أسابيع من المشاورات التي أجراها الطرفان أخيراً.

Ad

وقال المسؤول، الذي قدم إحاطة للصحافيين، عشية الاجتماعات، إن المشاركين في اللقاءات سيكونون ممثلين للأوساط العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية بالبلدين.

تركيز وإشارات

وأضاف المسؤول، أن إيران ستكون محور التركيز الرئيسي للاجتماعات قائلاً: «نحن لا نتفق مع الإسرائيليين في كل قضية على حدة، لكن هناك قدر كبير من التوافق في كيفية رؤيتنا للتحديات الراهنة، لاسيما من قبل طهران، وكيفية ضمان أننا نستخدم مجموعة من الأدوات في حوزتنا لكبحها».

وفي حديث خاص عن الموقف الأميركي من إيران، وتابع المسؤول: «ملتزمون بالمسار الدبلوماسي مع طهران. ونعتقد أن هذه هي أفضل طريقة لوضع حد أقصى للبرنامج النووي، والتراجع عن المكاسب التي حققتها طهران في السنوات الأخيرة على الجانب النووي».

واستدرك المسؤول الرفيع قائلاً: «لكن إذا لم ينجح ذلك، فهناك طرق أخرى للمتابعة، ونحن ملتزمون تماماً بضمان عدم حيازة إيران مطلقاً للسلاح النووي، وقد أوضح الرئيس بايدن لدى لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أنه إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى».

وأردف: «لن تمتلك إيران أبداً سلاحاً نووياً، لذا سنكون مستعدين لاتخاذ الإجراءات الضرورية بينما تسير طهران على هذا الطريق».

وأشار إلى أن «الإيرانيين يرسلون إشارات إلى عدد من الأطراف بأنهم يستعدون للعودة إلى محادثات فيينا، وبالطبع سيتعين علينا أن نرى ما إذا كانوا سيعيدون الانخراط في هذه العملية بشكل بناء أم لا».

لا تنازلات

وأوضح المسؤول: «مازلنا نؤمن بشدة بأن المسار الدبلوماسي يظل أفضل طريق لحل هذه القضية»، مؤكداً أن بلاده «لم ترفع أي عقوبات، ولن تدفع مقدماً، لقد أوضحنا ذلك مسبقاً». وشدد على أن واشنطن لن تعرض على الجمهورية الإسلامية أي تنازلات لمجرد استئناف المفاوضات النووية بعد مطالبة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان بالإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال المجمدة كـ«بادرة حسن نية» للعودة إلى طاولة فيينا.

وأردف: «نعتقد أن العبء الآن يقع على الجانب الإيراني، ونأمل أن نتمكن من العودة إلى فيينا في فترة زمنية قصيرة إلى حد ما، ونرى كيف هم على استعداد للمشاركة بها».

ويأتي التلويح بـ«خيارات غير دبلوماسية»، بعد تقرير أميركي قدر أن الوقت الذي تحتاجه طهران لجمع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية تقلص من نحو 12 شهراً إلى فترة تبلغ بضعة شهور» منذ انسحاب الرئيس السابق دونالد ترمب من الاتفاق في 2018.

من جانب آخر، وصف مسؤول بالاتحاد الأوروبي إعلان إيران نيتها العودة إلى مفاوضات فيينا بأنه لا معنى له. وجاء ذلك غداة تصريح الناطق باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، بأن حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي «لن تهدر ساعة وستحدد موعداً جديداً لاستئناف الجولة السابعة» من المباحثات.

توتر أذربيجان

على صعيد منفصل، رد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على الاتهامات الإيرانية الرسمية لبلاده بالسماح لإسرائيل بالوجود على الشريط الحدودي. وقال علييف بالتزامن مع انطلاق مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا بمنطقة متاخمة للحدود الإيرانية، «سنواصل تخطيط علاقاتنا الخارجية وشؤونها كما نريد ولا يدخل أحدٌ أنفه في شؤوننا».

وأضاف أمام تجمع بمنطقة جبرائيل: «إننا حررنا وطهرنا الحدود بين أذربيجان وإيران من الغزاة وهذه الحدود الممتدة على طول 130 كم كانت تحت احتلال أرمينيا وسنعمل على تنميتها».

وتابع قائلاً: «اتهموا أذربيجان بدون برهان بأنها أحضرت بلداً آخر وزعموا أن باكو تدار بقوة خارجية ولا يديرها شعبها وهذا ظلم علينا ولن نقبل به أبداً».

وفي خطوة جديدة باتجاه تصعيد الخلاف، كشف رجل الدين الإيراني علي أكبر أجاق نجاد، (ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في باكو)، أمس، عن "إغلاق المكتب التمثيلي للمرشد في باكو" بأمر من مسؤولي الجمهورية التي تسكنها أغلبية شيعية.