في إطار الخطة المصرية الطموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتصدير الطاقة، استقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض، في القاهرة أمس، في أول زيارة خارجية للوزير اللبناني الجديد، تأتي بعد الاتفاق على تصدير الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية الشهر الماضي.

مدبولي عبر عن تمنيات مصر بالتوفيق للحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، مؤكداً أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، تؤكد دوماً على تقديم كل الدعم الممكن للبنان الشقيق، لاسيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها.

Ad

من جانبه أكد وزير الطاقة اللبناني أنه حرص على أن تكون مصر هي أول دولة يزورها عقب توليه مهام منصبه، تقديراً للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وجهودها في مساندة ودعم لبنان، معرباً عن تقدير وشكر لبنان إلى مصر وقيادتها على الدعم والمساندة الدائمين، مؤكداً تطلع الحكومة اللبنانية لتعزيز وتنشيط جوانب التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة.

فياض أجرى مباحثات منفصلة مع وزير البترول المصري، طارق الملا، حول نقل الغاز المصري إلى لبنان؛ من أجل المساهمة في حل أزمة الكهرباء، وأعلن الملا في مؤتمر صحافي مشترك، أن من المقرر إنهاء الإجراءات اللازمة لمد الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان خلال الأسابيع القليلة، المقبلة، في ضوء ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات المشتركة، التي عقدت بالقاهرة على مدار يومين مع وزير الطاقة اللبناني.

وأشار الملا إلى أن المباحثات مع نظيره اللبناني، جاءت ناجحة ومثمرة لوضع خريطة طريق لإمداد لبنان بالغاز المصري، تشمل كل الجوانب الفنية والتجارية والتعاقدية وآلية التوريد، كما تم الاتفاق على التوقيتات لاستكمال الإجراءات والتنسيق مع الدول الشقيقة الأردن وسورية لمرور الغاز المصري عبر أراضيها.

بينما تحدث الوزير اللبناني عن أن المباحثات كانت مثمرة، وتم خلالها بحث الآليات والإجراءات السريعة، التي سيتم اتخاذها خلال الفترة القادمة، لإعادة تفعيل اتفاقيات توريد الغاز المصري عبر خط الغاز العربي، مروراً بالدول الشقيقة الأخرى سورية والأردن، وأنه تم بحث إمكانية توريد كميات إضافية من الغاز سواء على المدى القصير أو الطويل، وأشار إلى أن هذا التعاون سيساهم في تحسين والنهوض بقطاع الطاقة اللبناني.

وبينما أجرى فياض مباحثات مع وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر، لبحث سبل التعاون ودعم لبنان في مجالات الكهرباء المختلفة، شهد الأخير مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

وقال الوزير السعودي، إن الوصول إلى هذه المرحلة المهمة من هذا المشروع، هو تتويج لتوجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، التي تنصّ على تعزيز الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما وترسيخ العلاقات العريقة والمتميزة بينهما، وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين وتنفيذاً لمذكرة التفاهم في مجال الربط الكهربائي بين البلدين، التي وقعت بحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري.

من جانبه، أكد وزير الكهرباء المصري أن المشروع يأتي تتويجاً لعمق العلاقات المصرية ـ السعودية، ويؤكد ريادة البلدين في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لبلدان الوطن العربي أجمع باعتبار الربط بينهما سيكون نواة لربط عربي مشترك، وأن هذا المشروع يمثل ارتباطاً قوياً بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين إضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي لتبادل كمية تصل إلى 3000 ميغاواط من الكهرباء.

وشملت العقود التي وقعت في وقت متزامن بين الرياض والقاهرة، عقوداً مع ثلاثة تحالفات لشركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع الربط الذى تبلغ سعته 3000 ميغاواط بتقنية التيار المستمر HVDC جهد 500 كيلوفولت، ويتكون من إنشاء ثلاث محطات تحويل جهد عالٍ، وهي: محطة شرق المدينة، ومحطة تبوك بالمملكة، ومحطة بدر شرق القاهرة تربط بينها خطوط نقل هوائية تصل أطوالها نحو 1350 متراً، وكابلات بحرية في خليج العقبة بطول 22 كيلو متراً بتكلفة إجمالية للمشروع بلغت 1.8 مليار دولار.

● القاهرة - حسن حافظ