علمت "الجريدة"، من مصادرها، أن اتحاد الكرة تلقى كتاباً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يفيد بموافقته على التعديلات التي أجرتها الجمعية العمومية على النظام الأساسي، وذلك خلال اجتماعها مساء 9 أغسطس الماضي، مبينة أن الكتاب تضمن إشادة مسؤولي الاتحاد الدولي بتلك التعديلات. ومن المفترض أن تتمثل الخطوات التالية في إرسال الاتحاد كتاباً إلى الأندية لإبلاغها بموافقة "الفيفا" على التعديلات، ثم مخاطبة الهيئة العامة للرياضة بالأمر ذاته، لنشر النظام الأساسي "المعُدل" في الجريدة الرسمية "الكويت اليوم".
مماطلة وتسويف
وأكدت المصادر أن مجلس إدارة الاتحاد يفرض سياجا من السرية والكتمان على الكتاب، بحجة أنه سيخاطب الاتحاد الدولي مجددا خلال الأيام المقبلة، من أجل الاستفسار عن بعض الأمور! ومن المعلوم للقاصي والداني، أن مجلس الإدارة يسعى، من خلال المماطلة والتسويف، إلى الاستمرار في منصبه حتى انتهاء فترته، خصوصا أنه بعد إجراء الجمعية العمومية التعديلات على النظام الأساسي، وإرساله إلى أحد المكاتب المعتمدة لترجمته إلى اللغة الإنكليزية، والانتهاء من هذا الأمر، لم يرسل الاتحاد النظام المعدل إلا بعد أكثر من شهر دون مبرر! وثمة أسئلة تطرح نفسها بقوة في الوقت الراهن، تتمثل في: ما هذه الاستفسارات التي ينوي الاتحاد إرسالها إلى "الفيفا"؟ ولماذا لم يرسلها مع النظام الأساسي؟! والمثير للضحك والشفقة في آن واحد هو مواصلة اتحاد الكرة تخبطاته بشكل غريب وعجيب، فالاستفسارات من المفترض أن ترسل في حال رفض "الفيفا" التعديلات التي أجريت على النظام الأساسي، وبالتالي وضع خارطة طريق من أجل تلافي الأخطاء بهذه التعديلات، لكن هل يريد الاتحاد الاستفسار من "الفيفا" عن أسباب اعتماد التعديلات، أم ماذا؟!محاولات مكشوفة
ومن المؤكد أن محاولات مجلس إدارة الاتحاد للبقاء حتى انتهاء فترته مكشوفة، ولن تجدي نفعا، خصوصاً في ظل رفض الشارع الرياضي استمراره بسبب فشله في إدارة الكرة والمسابقات، وآخر شواهد ذلك كان التنظيم السيئ لبطولة كأس سمو الأمير، ابتداء من تكدس وزحمة الجماهير في المدرجات وعدم توزيعها بشكل صحيح كما هو متبع في جميع دول العالم، وصولاً إلى سوء توزيع تذاكر ديربي القادسية والعربي، والذي سبب زحاما شديدا بمقره ومقر الناديين والأماكن المحددة لاستلام الجماهير تذاكرها، وذلك في ظل وجود جائحة "كورونا". كما فشل الاتحاد في إعداد جميع المنتخبات الوطنية بشكل لائق، حيث فشل المنتخب الوطني الأول في التأهل المباشر لبطولة كأس آسيا 2023 بالصين، والدور النهائي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بقطر، ومن قبله فشل المنتخب الأولمبي في التأهل لكأس آسيا تحت 23 سنة، رغم أن التصفيات أقيمت في الكويت منذ ثلاثة أعوام، حيث حل الأزرق في المركز الثالث خلفاً لمنتخبي سورية والأردن بعد الخسارة منهما! كما فشل الاتحاد في مهمة تعد الأسهل في عالم كرة القدم، وهي التعاقد مع جهاز فني كفء للمنتخب الوطني بصفة خاصة، والمنتخبات الوطنية لجميع المراحل السنية بصفة عامة، حيث تم التعاقد مع مدربين كرواتيين بقيادة روميو جوزاك وهو محاضر في اتحاد بلاده، لكن فجأة ودون ادنى مقدمات تولى مسؤولية تدريب المنتخب الأولمبي، ثم تولى تدريب المنتخب الأول في واقعة يندى لها الجبين خجلاً، لا سيما أن الأزرق تولى تدريبه من قبل اسطول من المدربين العالميين منهم على سبيل المثال لا الحصر، البرازيليون ماريو زاغالو وكارلوس ألبرتو وفيلبو سكولاري، والألماني بيرتي فوغتس.نفس الأسلوب والطريقة
ورغم فشل التجربة ورحيل جوزاك ورفاقه إلى حيث أتوا محملين "بآلاف الدولارات"، اتبع مسؤولو الاتحاد الأسلوب ذاته بجلب 15 مدرباً اسبانيا، حيث تم اسناد مهمة تدريب المنتخب الأولمبي إلى مدرب أكاديمية برشلونة اندرييس كاراسكو، وفجأة أيضا أسندت إليه مهمة تدريب الأزرق، وبعد فشله المتوقع كونه لا يحمل سيرة ذاتية ولا حتى ادنى خبرة تمكنه من قيادة الأزرق بنجاح، أسندت إليه مهمة تدريب منتخب الناشئين قبل استبعاده مؤخرا، والمضحك أيضا أن مجلس الإدارة الذي يسعى للاستمرار بدلا من الرحيل لحفظ ماء الوجه، بات طموحه يتمثل في إنهاء عقود المدربين الإسبان دون حصولهم على حقوقهم، لا حرصاً على المال العام الذي أهدروه مع سبق الإصرار والترصد، بل لوصول العلاقة مع أشباه المدربين إلى طريق مسدود!