الذكرى الأولى لتزكية سمو الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد تحل غداً
تصادف غداً الخميس الذكرى الأولى لتزكية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أخاه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ولياً للعهد ليكون عضده الأمين في إدارة شؤون البلاد والمحافظة على أمنها واستقرارها وتعزيز التنمية والازدهار في ربوعها.ففي السابع من أكتوبر عام 2020 زكى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد سمو ولي العهد في ذلك المنصب وفقاً لقانون توارث الإمارة ونصوص الدستور الكويتي لاسيما المادة الرابعة التي تنص على أن «الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح ويعين ولي العهد خلال سنة على الأكثر من تولية الأمير».وفي صبيحة الثامن من أكتوبر أدى سمو الشيخ مشعل اليمين الدستورية أمام سمو أمير البلاد أعقب ذلك جلسة خاصة عقدها مجلس الأمة بهذه المناسبة بايع خلالها أعضاء المجلس بإجماع الحضور البالغ عددهم 59 عضواً سمو الشيخ مشعل وليا للعهد وأدى سموه اليمين الدستورية أمام المجلس.
وقال سمو ولي العهد في كلمته أمام مجلس الأمة «أعاهد الله وأعاهد سمو الأمير وأعاهد الشعب الكويتي من خلالكم ممثلين له أن أكون لحضرة صاحب السمو العضد المتين والناصح الأمين وأن أكون المواطن المخلص الذي يعمل لازدهار وطنه الراعي لمصالحه المحافظ على وحدته الوطنية الساعي إلى رفعته وتقدمه المتمسك بالدين الحنيف والثوابت الوطنية الراسخة».وأضاف سموه أنه سيكون حريصاً على تلبية طموحات وآمال الوطن والمواطنين «رافعاً شعار المشاركة الشعبية عاملاً على إشاعة روح المحبة والتسامح ونبذ الفرقة ساعياً معكم وبكم إلى رسم صورة مشرقة لمستقبلنا تحمل ديمقراطية الاستقرار وتغليب المصلحة الوطنية العليا في إطار الدستور منهجها العدالة ورائدها العيش الكريم».
مسيرة
ولم يكن سمو ولي العهد خلال العقود الستة الماضية بعيداً عن العمل الرسمي أو عن مرافقة أمراء البلاد إذ تولى عدداً من المناصب الرسمية لاسيما في وزارة الداخلية والحرس الوطني كما رافق قادة الكويت في مهماتهم الرسمية وزياراتهم الخاصة لاسيما أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.وولد الشيخ مشعل في الكويت عام 1940 وهو الابن السابع للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر رحمه الله الذي تولى الحكم في البلاد ما بين عامي 1921 و1950 وكان القدوة لأبنائه وللحكام الذين أتوا بعده.وتلقى سمو ولي العهد تعليمه في المدرسة المباركية التي أنشئت في عام 1911 وسط مدينة الكويت العاصمة وسميت باسم الشيخ مبارك الصباح وكانت تعد من أوائل المدارس النظامية في الكويت ثم تابع دراسته في المملكة المتحدة حيث تخرج من كلية هندن للشرطة في عام 1960.وبعد عودته من الدراسة في المملكة المتحدة التحق سموه بوزارة الداخلية التي كانت حديثة النشأة حينذاك فتدرج في عدد من المناصب الإدارية فيها واستمر فيها نحو 20 عاماً عمل خلالها في قطاعات وادارات مختلفة.وواصل سمو الشيخ مشعل تدرجه في مناصب وزارة الداخلية حتى أصبح في عام 1967 رئيساً للمباحث العامة برتبة عقيد واستمر في ذلك المنصب حتى عام 1980 حيث عمل على تطوير أدائها وأجهزتها وتحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة. وفي 13 أبريل عام 2014 عين سمو الشيخ مشعل بموجب مرسوم أميري نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير حيث ساهم في تطوير الحرس الوطني وتعزيز دوره ومكانته واستمر في شغل ذلك المنصب حتى تزكيته ولياً للعهد.وأكد سمو الشيخ مشعل في مناسبات كثيرة حرص الحرس الوطني على مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدي على ترابه الطاهر أو يحاول اختراق حدوده ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تهدده وتأمين الأهداف أو المنشآت الحيوية في البلاد والاستعداد الدائم لتلبية أية مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.الحرس الوطني
وساهم سمو الشيخ مشعل في الإشراف على الوثيقة الاستراتيجية للحرس الوطني التي تهدف إلى حماية سيادة البلاد وشرعيتها ودستورها وشعبها وقيمها من خلال المشاركة في حفظ الأمن والاستقرار واسناد الدعم لخطط وأهداف الدفاع والأمن الوطني.وتنص رؤية تلك الاستراتيجية على السعي نحو تحقيق التميز في العمليات الأمنية والعسكرية والادارة المؤسسية من خلال القيادة النوعية والكفاءة والجاهزية التامة لقوة عالية الاحتراف فيما تتضمن ثلاث قيم أولاها الانتماء والولاء والروح الوطنية والثانية هي التفوق العسكري في مجال الاختصاص والجاهزية والثالثة هي العدالة.وإضافة إلى مناصب سموه الرسمية التي شغلها طوال العقود الستة الماضية تولى الشيخ مشعل الأحمد عدداً من المناصب الفخرية منها تزكيته رئيساً فخرياً لجمعية الطيارين الكويتية منذ عام 1973 كما كان أحد مؤسسي الجمعية الكويتية لهواة اللاسلكي والرئيس الفخري لها.وفي عام 1977 عين سمو الشيخ مشعل من قبل أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه رئيساً لديوانية شعراء النبط التي أنشئت بهدف المحافظة على تراث الأجداد من الشعر النبطي وإبقائه خالدا في نفوس الأجيال.وأكد سمو الشيخ مشعل في تصريحات صحفية أهمية ديوانية شعراء النبط في الحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وتراث وأخلاق الآباء والأجداد التي تضمنتها قصائد الشعر النبطي وضرورة تطوير ذلك كله وتعليمه للأجيال الحالية والقادمة وغرسه في نفوسهم.ولطالما رافق سمو الشيخ مشعل أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله في زياراته الرسمية والخاصة وكان معه طوال رحلة العلاج الأخيرة إلى الولايات المتحدة التي بدأت في 22 يوليو عام 2020 واستمرت حتى وفاته في 29 سبتمبر من ذلك العام.وفي الرابع من ديسمبر عام 2018 قلدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي سمو الشيخ مشعل «وسام قائد جوقة الشرف» من الجمهورية الفرنسية باعتباره أحد الرجال الذين بنوا الكويت وساعدوا على بناء الصداقة بين فرنسا والكويت على أسس متينة.وقال سمو الشيخ مشعل في حفل التكريم إن منحه ذلك الوسام هو «تكريم رفيع المستوى لكافة مؤسسات الكويت العسكرية واستكمال لمسيرة العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين».وهكذا تمضي مسيرة البناء والنماء والإعمار في البلاد التي يقودها سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ويعضده سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في اتخاذ القرارات التي تسهم في إعلاء رايتها وتحقيق نهضتها وتعزيز سيادتها وحريتها ودفع عجلة التنمية فيها.