لله الحمد عادت الدراسة إلى بيتها الصحيح، المدارس والفصول التعليمية والتعليم المباشر والتقاء الطلبة بأقرانهم ونموهم النفسي والعقلي والجسدي والاجتماعي في مجتمعهم المناسب بعد تعطل جائحة كورونا المرير، وكم هو مؤسف تخاذل بعض مسؤولي التربية من بداية الجائحة مروراً بالعام الماضي عن تحملهم لدورهم الوطني المفترض، وغيابهم عن أداء أمانتهم الواجبة تجاه حماية التعليم، ولجوئهم إلى الحل الأسهل والقاتل بتعطيل التعليم في المدارس، وتمديد نظام الدراسة عن بعد ليظلموا أجيالاً من المتعلمين ويظلموا البلد بما اتخذوه من قرارات غير موفقة، وعدم مواجهتهم للأزمة بحرفية ومهنية واقتدار، وإلقائهم باللوم على وزارة الصحة التي حسب ما نعلم أنها لم تمانع من عودة التعليم الحضوري للسنة الماضية وفقاً لاشتراطات صحية معينة، وإننا لنشد على يدي وزير التربية ووكيل الوزارة للارتقاء بالوزارة والتعليم والهيئة التعليمية بالتحديد من أجل الكويت وأبنائها ومستقبلها.عودة الطلاب إلى المدارس لم تخلُ من ملاحظات أولياء الأمور والمعلمين والطلبة، فبالإضافة لاستمرار الشكاوى سنة بعد سنة من نواقص المدارس في العمالة والصيانة والتكييف والنظافة هناك أمور مهمة تتعلق بسلامة الطلبة خاصة، وأهمها قضية منعهم من الحركة طوال اليوم وإلزامهم بالبقاء على كرسي الدراسة ساعات متصلة، وهذا أمر خطير لصحة الطلاب ولا أدري كيف تتخيل بقاء طلبة وطلاب بمختلف الأعمار خصوصا المرحلة الابتدائية والمتوسطة جلوساً في غرفة مغلقة 6 ساعات متصلة دون مراعاة الأضرار الجسدية الواضحة من هذا الأمر؟
القضية الأخرى المرتبطة بها إلغاء (الفرصة) بين الساعات وحبس الطلبة بين الحوائط الأربعة للفصل وهم يرتدون الكمام ودون منحهم دقائق معدودة للحركة والركض والضحك والحديث بحرية مع بعضهم ليتحول الفصل التعليمي إلى غرفة كئيبة تحاصر نفسية الطلبة، وتكبت مشاعرهم وطاقاتهم المفترض تفريغها في مثل هذه الأيام.الغريب تباين هذه القرارات بين المدارس الخاصة والمدارس الحكومية، ففي المدارس الخاصة يمنح الطلبة فرصتين إحداهما للصلاة، كما أنهم لا يجبرون على لبس الكمام أثناء الساعة الدراسية وأيضاً تخصص لهم حصص لمادة الألعاب والتربية البدنية ليحققوا التوازن الصحي المطلوب، وكل هذه الأمور من أساسيات دور المدرسة تجاه المتعلمين.نناشد وزارة التربية إعادة النظر في بعض قراراتها التنظيمية في المدارس كما نستغل هذه الفرصة لنوجه الشكر لإخواننا وأخواتنا المعلمين والمعلمات والهيئات الإدارية على جهودهم وقيامهم بأمور ليست من اختصاصهم بتهيئة المدارس وتجهيزها وتوليهم أموراً إدارية مرهقة تكلفهم وقتاً ومجهوداً مضاعفاً، ونذكرهم بأن هذا العمل إذا أخلصوا نيته وأحسنوا أداءه فهو خير واجب ينالون به الثواب، وأكرم هدية يقدمونها للكويت وأهلها وأبنائها فلا أزهى من العلم والتعلم ولا أعظم من التربية والتأديب، والله الموفق.
مقالات
ارفقوا بطلبة المدارس
07-10-2021