دانيال بنيام: الكويت حليف استراتيجي لواشنطن وصديق وفيّ لا غنى عنه
• اكتشفنا شبكة ممتدة بين الكويت ولبنان ينتمي أعضاؤها لحزب الله
• الدبلوماسية مع إيران لن تكون كافية لحماية الشركاء في الخليج
وصف نائب مساعد الوزير لشؤون شبه الجزيرة العربية في مكتب شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية، دانيال بنيام، زيارته للبلاد، التي تعد الأولى من نوعها، بـ «المثمرة»، موضحاً في لقاء صحافي، أنها «جاءت لبناء العلاقات الاستراتيجية القوية في مجالات التعاون الثنائي كافة»، ولافتاً إلى أن «الكويت أثبتت أنها حليف استراتيجي وصديق وفيّ لا غنى عنه».ورداً على سؤال بشأن تسليم الولايات المتحدة أسماء عدد من المتورطين في خلية حزب الله، اعتبر بنيام أن «الكويت شريك جيد جداً لنا في مواجهة ومكافحة الإرهاب، وقد اكتشفنا أخيراً شبكة ممتدة بين الكويت ولبنان ينتمي أعضاؤها لحزب الله، ويمتلكون تمويلاً بملايين الدولارات، ولدينا تعاون قوي مع الكويت في هذا المجال».وأشار إلى أنه التقى مجلس رجال الأعمال بغية الإنعاش الاقتصادي بعد جائحة «كورونا»، سواء على مستوى المشروعات الكبيرة أو الصغيرة، إضافة إلى عدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني، مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يحتل حيزاً كبيراً من علاقاتنا الاستراتيحية، حيث إن هناك استثمارات أميركية في الكويت وأخرى كويتية في بلادنا.
وجدد تأكيده على أن العلاقات الكويتية - الأميركية قريبة بالأساس، ويظهر معدنها في وقت الشدائد.وكشف أن عملية إجلاء المواطنين الأميركيين والأفغان في أغسطس الماضي إلى الكويت، تؤكد عمق الشراكة التي مازالت مستمرة، مشيداً بقرار سمو أمير البلاد بتعاون بلاده في هذا الصدد الذي هو فخر لنا بتعاونها والشركاء في المنطقة بهذه العملية.وأوضح أنه بحث مع الشركاء في الكويت عدداً من الموضوعات، أهمها الحوار الاستراتيجي والتعاون الاقتصادي والتعليمي والصحي، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأبرزها تعزيز المشاورات الوثيقة بين البلدين فيما يخص إيران وسورية والعراق واليمن، لافتاً إلى لقائه نائب وزير الخارجية مجدي الظفيري، حيث تطرّقا إلى التحديات التي تواجه البلدين واستتباب الأمن والسلم، وإمكانية العمل معاً في هذا الإطار.
الوساطة الكويتية
وثمّن بنيام الدور الدبلوماسي الذي أدته الكويت في المحافظة على وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إن «الكويت أدت دوراً مهماً في إنهاء الأزمة الخليجية، ونحن فخورون بذلك»، والوساطة الكويتية كان لها التأثير الإيجابي لإنهاء هذه الأزمة.وأضاف «من المهم جداً أن ترى الولايات المتحدة تحالفاً قوياً بين حلفائها الخليجيين، ونعمل معاً نحو هذا الاتجاه، ورأينا بعد هذا الاتفاق تغيّراً على أرض الواقع، وهذا ما أكده وزير الخارجية أنتوني بلينكن عند اجتماعه بدول مجلس التعاون في نيويورك، حيث اتفقا على كيفية مواجهة التحديات التي تواجه هذه الدول والولايات المتحدة، وخصوصاً في أفغانستان واليمن وسورية والعراق.وأشار إلى أن دعم الكويت ودول مجلس التعاون يعزز التعاون الجماعي لمواجهة التحديات ومحاربة الإرهاب.ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات مع إيران والملف النووي، قال بنيام «الرئيس جو بايدن أكد، في أكثر من موضع، أنه يريد منع إيران من حيازة سلاح نووي، ويهدف إلى تحجيم استخدامها النووي لمنع تهديدها لجيرانها، وضمان عدم تدخّلها في شؤونهم، مشدداً على أن التواصل الدبلوماسي لن يكون كافياً لحماية الشركاء في الخليج»، ومضيفاً «إن حلفاءنا في المنطقة متفهمون لما نبديه حول هذا الملف والإجراءات التي نتخذها، لأنّ لدينا علاقات أمنية وطيدة مع هؤلاء الحلفاء، ومنهم الكويت، وهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم وعن مصالحهم». ونفى بنيام أن تكون بلاده قد فقدت اهتمامها بالمنطقة، معتبراً أنه «كلام عار عن الصحة، حيث إن هذه المنطقة شريك مهم لبلادنا».وبخصوص الاتصال الذي أجراه ملك الأردن عبدالله الثاني مع الرئيس السوري بشار الأسد ورؤيتهم لمستقبل العلاقات بين دول المنطقة والنظام السوري، أجاب «الولايات المتحددة لن تطبّع علاقاتها مع نظام الأسد، ونحن على اتصال مع شركائنا في المنطقة لمناقشة هذا الأمر ولمعرفة حقيقة الأوضاع».