في يوم الجمعة 6/٤/2018، وفي مقالتي بزاوية "6/6" وعنوانها "عودة ووداع"، أعلنت توقفي المؤقت عن الكتابة وأنشطتي الإعلامية الأخرى لأتفرغ في حينه لشؤون رئاسة مجلس إدارة الناقل الوطني، وختمتها بعبارة: أتطلع إلى لقاء يتكرر مستقبلاً معكم عبر "الجريدة" الغراء حين تلائمني الظروف.

‎ وبعد انقطاع دام نحو ثلاثة أعوام ونصف العام، وحيث لاءمتني الظروف اليوم، فإنني أتشرف بالعودة لزاويتي "6/6" للإطلالة عليكم مجدداً يوم الخميس من كل أسبوع، شاكراً لـ "الجريدة" إتاحة هذه الفرصة لي.

Ad

مشاعر مختلطة تراوحت بين السعادة والوجل انتابتني بعد انقطاع ليس بقصير، ولكن التوق للعوم في بحور الكلمة بين فرسان القلم الكبار في الصفحة الأخيرة بـ "الجريدة"، والالتقاء بالقراء الأعزاء، تفوّق على هذه وتلك، وباسم الله نبدأ من جديد.

وكثيرة هي العناوين التي يمكن اختيارها حين العودة، لكنني لم أشأ تجاوز حدث التوجيه الأميري السامي بانطلاق الحوار الوطني، والذي تزامن مع الاحتفاء بالعام الأول لولاية صاحب السمو وسمو ولي العهد مقاليد حكم البلاد بعد المغادرة الأبدية الحزينة لأمير الإنسانية- رحمه الله- قبل عام من هذه الأيام، حيث وُضِعت شؤون البلاد في عهدة القيادة الجديدة التي استشعرت في خضم الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية الصاخبة، أنه لا سبيل لانتشال البلاد من حال الجمود التنموي والاحتقان السياسي والاحتباس الاقتصادي، إلا بمصالحة وطنية يسبقها حوار وطني تتشارك فيه الأطراف المختلفة تحت رعاية أبوية من صاحب السمو باعتباره مرجعية المتخاصمين والملاذ الآمن لأبناء الوطن وهم يجتهدون، كلٌّ من منظوره، لتحقيق تقدمه وازدهاره وإقالة عثراته.

المبادرة الأميرية بانطلاق الحوار الوطني ليست بمستغربة على الحكم الرشيد، الذي يؤكد دائماً قربه من هموم الناس، وفزعهم المستحق من استمرار حالات الاحتقان بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، الذي بلغ حدوداً غير مستساغة، وسأم الجميع حدة الخصومات بين الفرقاء، كما يشكل استمرار ابتعاد المحكومين في القضايا السياسية خارج أسوار الوطن قلقاً عاماً نظراً لما يحمله من مآلات وتراكمات سلبية في الشارع الكويتي.

لابد أن يكون الحوار الوطني المنتظر بوابة للانفراج، بعدما اتسعت دوائر الأزمة واستحكمت حلقاتها، ولكنها بإذن الله وبصدق النوايا والأفعال سنقول إنّها "فُرِجَت".

***

تغريدة:

"إكسبو دبي" قصة نجاح يتجدد لدار الحي، وجناح الكويت فيه يبرز مقولة "من جد وجد".

تحية كبيرة لدبي على التميز المتوالي، ومثلها لسواعد وعقول شباب وزارة الإعلام ممن صمم ونفذ وأدار جناح الكويت في "الإكسبو" المتفرد.

يوسف الجاسم