فئة المهاجرين الجدد والمقيمين بصورة غير شرعية تكثر وتحظى بقبول لدى المواطنين، لأنها تعمل بأجور منخفضة، وتنجز أي عمل وبأي ثمن، بغض النظر عما إذا كانت تؤدي أعمالها بإتقان أم لا، فهي مستعدة للتعلم من جديد برؤوس قرعان الكويت، لأن هذه الفئة بحاجة لأي دينار يروي عطشها ويسد جوعها بعد أن نقلها تجار الإقامات من بلدانها بعقود وهمية ورموا بها في شوارع الكويت، ناهيك عن أنها لا تدفع أجور مكاتب ولا رواتب موظفين، على عكس الشركات التي تقدم خدمات مماثلة ولكن بتكاليف باهظة.ولو كانت الكويت تطبق أسلوب الدول المتقدمة في توفير أعمال الحرف اليدوية من خلال شركات محترفة، لما عرفنا العمال الهامشيين الذين لم تستفد بلدانهم منهم حتى يأتي بهم تجار الإقامات ليقدموا لنا خدمات "أي كلام"، ففي الدول المتقدمة لا تجد تجار "شنطة" متجولين يقدمون خدمات متنوعة للمواطنين، مثل غسال سيارات أو بائع فوط أو ورود أو ماء باردة على الإشارات الضوئية، وغيرها من الوظائف البسيطة، مقابل أن يتلقوا خدمات صحية وتعليمية عالية المستوى، وبنية تحتية تقدمها لهم الدولة بدون مقابل.
هناك في الدول المتقدمة التي تقدر أمنها الوطني توكل كل الأعمال، حتى لو كانت يدوية بسيطة، إلى شركات متخصصة ومحترفة، يديرها أبناء البلد، وهم الذين يقومون بهذه الأعمال وليس وافدين "عليمية" أقل ما يقال عنهم أنهم عمالة هامشية يمكن الاستغناء عنهم، ولأننا نفتقر إلى مثل هذه الشركات الوطنية، فقد صارت هذه العمالة الهامشية هي الملاذ الآمن حتى إن اتخذت قارعة الطريق مقراً لها، سواء في المناطق السكنية النموذجية الراقية أو بين العمارات، تجدهم ينتظرون الفرج بعد أن دفع كل منهم ألفي دينار لتاجر الإقامات لكي يحصل على عقد عمل وهمي يدخل به إلى الكويت. ولهذا فنحن نشكر تجار الإقامات الذين جلبوا لنا مثل هذه العمالة دون أن تتكبد الحكومة فلساً واحداً من خلال المناقصات أو العطاءات المليونية لجلب هذه العمالة، فمن بين هذه العمالة الهامشية وهم بالطبع بالملايين بيننا من مختلف الجنسيات، تجد أصحاب مهن يدوية لا تخطر لا على البال ولا على الخاطر. واسأل نفسك: ماذا كنت ستفعل لو لم يسهم تجار الإقامات في توفير كل هذه العمالة الهامشية في شوارع الكويت؟ فما عليك إلا التوجه إلى المهبولة أو جليب الشيوخ أو حولي أو السالمية أو الرميثية القديمة أو أي مكان توجد فيه هذه العمالة لتجد مطلبك قد تحقق خلال دقائق، ولهذا فإن تجار الإقامة هم الذين يوفرون كل هذه الخدمات للناس مثل السمكرة وحفر الآبار وتقليم الأشجار وزراعتها وتوفير النباتات والزهور ونقل الأثاث وبرمجة الستلايت وما إلى هنالك، ولو لم يلق تجار الإقامة بهم على قارعة الطريق لتقديم خدماتهم للمواطنين، لاضطر المواطن أو المقيم إلى اللجوء إلى شركات تتحكم في مصاير الناس من خلال تقديم هذه الخدمات بأسعار خيالية. ولا عليك من الكلام "الداير" عن تردي الخدمات الصحية بسبب العمالة الهامشية، فقد ألقت الحكومة "الله يعافيها" بمواطنيها إلى المستشفيات الخاصة مستعينة بمشروع "عافية"، وأفرغت المستشفيات والعيادات الحكومية للوافدين لكي يتلقوا العلاج بالمجان، ولا عليك من تردي الخدمات التعليمية فالكويتي كسلان لا يحب العمل، ولا يجيد الجد ولا الاجتهاد، ولهذا وفر تجار الإقامات عمالة هامشية للكويتي لتقوم بأداء كل الوظائف نيابة عنه، ولم يتبق شيء تقدمه هذه العمالة للكويتي إلا أن "توضيه"، فشكراً كبيرة يا يا تجار الإقامات.
مقالات - اضافات
بقايا خيال: اشكروا تاجر الإقامات
08-10-2021