بالعربي المشرمح: الحوار الوطني مخرج أم تخريجة؟
بمناسبة الحوار الوطني أتذكر في بدايات الحراك الشعبي والخلاف السياسي بعد المجلس المبطل الأول ومرسوم الصوت الواحد وما تبعه من حالة اللا استقرار والعبث مبادرة الزملاء في كتلة العمل الشعبي آنذاك وهم المرحوم رحيل الثنيان ومحمد الهملان وعبدالله المجرن بإطلاق الحوار الوطني لجمع الفرقاء حول المصلحة العليا للبلاد والعباد، وإنهاء الخلاف عبر ورشة عمل تتفق عليها الشخصيات الوطنية والسياسية والاقتصادية والتيارات والكتل للخروج بخطة عمل تحدد الإطار الوطني ومحاور وأهداف الحوار وفقاً للمبادئ الدستورية والمصلحة العامة، إلا أن المبادرة لم تر النور رغم الجهد الجبار الذي بذله الزملاء، كما أذكر أن الأخ عبيد الوسمي وبعد مبادرة الزملاء بفترة دعا إلى الحوار أيضاً، وعقد عدة ندوات جمع خلالها شخصيات سياسية وإعلامية لطرح أفكارهم ورؤيتهم حول الفكرة لكنها أيضاً فشلت، وسبق أن كتبت وقتها عدة مقالات حول الدعوة للحوار للخروج من حالة العبث السياسي التي نعانيها دون أي اكتراث من القوى السياسية لمثل هذه الفكرة الحضارية.وكلنا نعرف أن الحوار الوطني وسيلة ديموقراطية وحضارية تسعى إلى تفاهمات ورؤى لحل المشاكل والخلافات العالقة لما فيه مصلحة البلاد والعباد تحدد من خلاله الأفكار والأهداف المرجوة لحل المعضلات محل الخلاف وتخرج بنتائج إيجابية وإصلاحية يتم تنفيذها خلال فترة زمنية تنهي بها أوجه الخلاف للبدء بعملية البناء والتقدم.الحوار الحالي الذي يأمل الجميع أن يخرج بما هو مرجو منه من إنهاء كل المشاكل العالقة والمتراكمة دارت حوله الشبهات بعد حصره بسلطتين (التشريعية والتنفيذية)، حدد الدستور مهامهما وأقسمتا عليها، كما أن الغموض شابه حيث لا يوجد طرف من أطرافه خرج ليبين أو يحدد محاور الحوار وأهدافه الأمر الذي جعل الخوف والغموض يعتريه والإشاعات والأقاويل تعصف به، ليصبح جدالاً في الساحة السياسية البعض جعل منه سلاحا لتصفية خصوماته والبعض الآخر استغله كإنجاز سياسي له.
يعني بالعربي المشرمح:تمنيت كمعظم المواطنين لو أن هذا الحوار قد حددت محاوره وأهدافه بشكل واضح وشفاف وجمع أكبر عدد من الساسة والاقتصاديين والإعلاميين والأكاديميين والناشطين في الشأن العام والكتل ومؤسسات الدولة المدنية لطرح الأفكار والحلول والتوافق حولها للخروج برؤية كاملة وشاملة تكون خريطة طريق للخروج من كل ما هو عالق من مشاكل وخلافات لننهض بوطننا من جديد ونطوي صفحة الماضي ونتمنى النجاح لأطراف الحوار الحالي لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين وأن يكون مخرجاً وباكورة خير للجميع لا تخريجة، فالكويت تستحق الأفضل.